199

Majmuc

المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)

Géneros

Fiqh chií

المسألة العشرون [ هل الفصل بين القادر والمقدور عينا؟ ]

قال تولى الله هدايته: تأخر المقدور عنا في الوجود يقتضي فضل زمان، أو ما تقديره تقدير الزمان وهو الحين الذي لم يكن فيه موجودا إلى أن أوجده، فإن كان ذلك الفضل شيئا موجودا لزم أن يكون محدثا، إذ لا موجود مع الإله غير ما كان محدثا بإحداثه إياه، وإن كان في أفكارنا وفي القول منا فقط، ولا عين له في أن يكون موجودا، فذلك غير موف لحقيقة ولا فضل حسب أن لا فائدة نجيد بها بما نضعه في أفكارنا دون أن يكون له وجود، مثلما نضع إن إنسانا بصفة حجر وبصفة لحم فإذا لا فضل، ويلزم معه كون المقدور مع القادر تعالى فيما لم يزل، وإن كان عينا غير محدث حصل مع الإله في الأزل، قديما غير محدث، وإن لم يكن محدثا فهو إما جسم أو جوهر أو عرض؛ إذ هكذا كل محدث؟

الجواب: ينبغي أن [نتبين] أولا معنى القديم، ويدل على أن الباري قديم، لنرتب عليه الكلام في الفضل بين القادر والمقدور، فمعنى القديم هو الموجود الذي لا أول لوجوده، ونحن نحتاج إلى بيان فصلين: أحدهما: أنه تعالى موجود. والثاني: أنه لا أول لوجوده.

فالذي يدل على أنه تعالى موجود أنه عالم قادر، والعالم القادر لا يكون إلا موجودا، ونحن نحتاج إلى بيان أصلين : أحدهما: أنه عالم قادر؛ والثاني: أن العالم القادر لا بد من أن يكون موجودا.

Página 237