ثم لم يكلنا إلى ذلك دون أن أرسل إلينا الرسل والنبيين، مذكرين لنا من الغفلة ومخبرين، لما خلقنا له من النعيم والفضل من الله والكرم والتعبد، للفرق بين المطيعين والعاصيين، إذ لم يكن من حكمة الحكيم أن يساوي بين المحسنين والمسيئين، فياخالق الخلق، ويا باسط الرزق: أسألك أن تجعل آخر حياتي، وحضور وفاتي، على أكمل ما يكون من طاعتك، واتباع مرضاتك، والغضب لك، حتى تبلغني بفضلك ماله خلقتني، وأن تختار لي بعلمك، وتقبضني على أيقن يقيني، وتوفاني يا مولاي على شهادة ألا إله إلا أنت الحق اليقين، الصمد الواحد المبين، وأن ترزقني الحياة ما كان الحياة خيرا لي، وأن تمنن علي بالوفاة، في وقت طلبتي للنجاة، وسلوك سبيل الهداية، حتى تتم نعمتك علي وعندي ولدي!!
فقد علمت يا مولاي ندمي على ما هو من غفلتي، فأسألك يا مولاي سؤال من عرفك، واستدل عليك فأيقن بك، أن تقيلني ما كان من عثرتي، وأن تغفر لي ما علمت من خطيئتي، وأن تجاوز عن زلتي، فهاأنا يا مولاي مستعبد إليك، ومتوكل في كل أموري عليك، طارح لنفسي في يديك، فإن عفوت يا مولاي وغفرت، وعدت بفضلك فقد نجوت، وإن لم تغفر لي ما سلف فمن غيرك يا مولاي يغفر لي؟! وإن لم تهدني فمن غيرك يهديني؟! أو يوفقني أو يرشدني؟! وإن لم تنظر إلي فمن ينظر إلي؟! وإن لم تجب دعائي فمن أدعو؟! وإن لم تنجني فكيف أنجو؟! وإن لم أرجك فمن أرجو؟! وإن لم أحبك فمن أحب؟! وإن لم أطلب منك فمن أطلب؟! وإن لم أهرب إليك فإلى من أهرب؟!!
وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.
- - -
Página 95