Colección de libros y cartas del Imam Husayn ibn Qasim Al-Ayani
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Géneros
قيل له ولا قوة إلا بالله: نعم له أعال وأسافل، وله جوانب (1) وقوابل، وكل ما ذكرنا من ذلك فهو حدود وغايات، وليس لها بعد انقطاعه جهات.
فإن قال: وهل (2) بين تلك الحدود مغايرة تعرف، أو هل وراء الحدود شيء يتغاير (3) أو يوصف؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: أما الحدود في أنفسها فالأعالي من الجو مغاير لأسافله، والأوساط منه فغير قوابله .
وأما سؤالك عن وراء الحدود فليس لها وراء، ولا شيء يتوهم ولا يرى، وإنما المتوهم والمرئي (4) المعقول، هو المحدث المصور المجعول.
فإن قال: فهل لو أرسل الله جسما ثقيلا وخلاه، وأهطبه إلى أسفل الجو وأهواه، أيخرج من حدود الجو إلى شيء سواه؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: لو كان ذلك من الله عز وجل، لم يمتنع أن يوسع الله له في المحل.
فإن قال: فما تقولون لو لم يرد في محل الجسم وأهمله، وخلاه ينحدر سفلا سفلا وأرسله؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: لو كان الله عز وجل يريد المحال، ويعبث كما توهمت في الأعمال، لكان يهوي حتى يصل الحدود.
تم فيه كلام.
فإن قال: وما ذلك الكلام؟
(قيل له ولا قوة إلا بالله: إما أن يرسله ويخلق معه مكانا يهوي فيه) (5).
وإما أن يمسكه (6) في الحد الذي وصل إليه.
وإما أن يهويه في غير مكان.
وإما أن يرده من حيث أهواه.
وإما أن يهويه في مكان لا نهاية له.
وإما أن يفنيه إذا وصل الحد ويبطله.
فإن قال: إنه قد يمكن أن يخلق له مكانا، أو يحدث فيه فناء وبطلانا، أمكن ذلك في قدرة الرحمن، وذلك فما لا يختلف فيه عالمان ولا جاهلان.
وإن قلت: إنه قد يمكن أن يمسكه عند بلوغ حده، أو يمكن ما قلنا به من رده، أمكن ذلك في صنع الله وتقديره، ولم ينكر ذلك من تدبيره.
Página 210