347

وفي آخر: ((لاطاعة لمن لم يطع الله)) أخرجه أحمد عن أنس.

وفي آخر: ((لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا)) الخبر أخرجه الناصر الأطروش وغيره.وفي الكتاب والسنة الكثير من هذا لو لم يكن إلا قوله تعالى: ((احشروا الذين ظلموا وأزواجهم)) وهم أعوانهم، وأي إعانة أكبر من الطاعة، فكيف يرفض هذا كله أو يرد أو يقيد لأجل خبر أو خبرين أو نحو ذلك يقضي ببطلانها العقل والنقل والمعلوم والواقع؟ أنها لفقت مساعدة للظلمة ومصانعة لدول الفساد.

فإن قيل: إنه قد رواها أهل الصحاح.

قلت: أو كلما في كتب الصحاح معلوم الصحة يعارض به الكتاب ومالايحصى كثرة في السنة، أو ليس قد ترك العمل بأخبار كثيرة في الصحاح، ونص أئمة النقل من أهل السنة وغيرهم على ضعف بل ووضع بعض الأخبار في البخاري ومسلم كما ذلك معلوم لمن له أدنى اطلاع، وقد انتقد الدار قطني وغيره على نحو مائتي خبر في البخاري، ونص ابن حزم على بطلان خبرين في البخاري ومسلم، وهذا المحل لايسع البسط وقد أوضحنا ذلك في لوامع الأنوار، وكفى بقول أمير المؤمنين وسيد المسلمين وغيره من أئمة الدين: ((أطيعوني ما أطعت الله)) فتدبر أيها الناظر، والله تعالى ولي التوفيق.

Página 332