واهًا لمن خاف الإله واتقى ... وعاف مشترى الضلال بالهدى
وظل ينهى نفسه عن الهوى ... إن إلى الرب الكريم المنتهى
وليس للإنسان إلا ما سعى ... نعم! وإن سعيه سوف يرى
ما هذه الدنيا سوى طيف كرى ... فانتبهوا يا غافلين للسرى!
وشمروا الذيل وبادروا الوحى ... من قبل أن يدعوكم داعي الردى
واطرحوا كل نعيم وغنى ... واستهدفوا لوقع أسهم البلى
وأقرضوا الله فنعم من وفى ... ما أجهل الناس وأذهل النهى
لو أن هذا المال في هذا الورى ... قال: ألست ربكم؟ قالوا: بلى
ولما فرغ من أبياته زفر زفرة الضرام، وقال: "كل من عليها فإن، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"، ونزل وهو يمسح عبراته بفضلة اللثام. فخيل للقوم أنه قد هبط من السماء، وقالوا هذا ممن يمشي على الماء. ثم أقبلوا يهرعون إليه، وطفقوا يقبلون يديه، ويتبركون بمس برديه. وأتحفه كل منهم بما شاء، وقالوا له: الدعاء الدعاء! فلما أحرز المال هب إلى الفرس، بأسرع من رجع النفس. وقام القوم فودعوه، ثم
1 / 16