93

============================================================

لجميع المؤمنين؛ فإنه يجب على كل مسلم بعد موالاة الله ورسوله. . موالاة المؤمنين؛ كما دل عليه الكتاب والسنة، لا سيما من كان من أولياء الله العالمين العارفين، وعباده المخلصين العاملين من أمة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فإن هذذا الكتاب موضوع لبيان آحوالهم، وجميل أوصافهم، وجليل أفعالهم؛ لأنهم أئمتنا وأسلافنا وساداتنا، وكالوالدين لنا، وأجدى علينا في مصالح آخرتنا التي هي دار قرارنا، فيجب علينا نشر ذكرهم، والانطواء على حبهم: ومعلوم أن الحب في الله سبحانه وتعالى من أوثق عرى الإيمان، وإخلاص الود والتمسك بحبهم مع اقتفاء آثارهم والاقتداء بهم في آفعالهم وأقوالهم. من موجبات الاهتداء، ورضاء الرحمان جل جلاله، والفوز بالجنان، لا سيما وصدرهم الأعلام من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين الذين أول سجاياهم : الجهاد في إقامة الدين.

وثاني مزاياهم : حفظ القرآن والسنن ، وأداؤهما إلى التابعين.

فبهم قام الدين، وبه قاموا ، وبأدائهم حفظ الدين ، وبه حفظوا إلى يوم الدين ، إلى غير ذلك مما حازوه من الخصائص والعلوم والمعارف، التي لا يحيط بعشرها وصف واصفي: وفيه من الأئمة التابعين وتابعيهم من إذا نظرت في أقواله وأفعاله وأحواله.. رأيت ما تحار فيه البصائر والأبصار، وإن ذلك مما لا يكاد يدخل تحت الوسع والاختيار، بل إنما ذلك موهبة وخصوصية من الله عز وجل يختص بها من يشاء من عباده، سبحانه هو الله الواحد القهار فسبحان من آخلصهم واصطفاهم، واختارهم واجتباهم لمعرفته وعبادته آناء الليل وأطراف النهار.

وواجب علي وعلى فيري. تعطير الاكوان بنشر ذكرهم، واستنزال الرحمة بذكر وصفهم؛ لينظر السكين مثلي كيف قدره عند ذكرهم، وأين محله من الإيمان من محلهم ، وقد قال الإمام حمدون بن أحمد النيسابوري - قدس الله روحه - : من نظر في سير السلف..

عرف تقصيره وتخلفه عن درجات الرجال.

فلذلك ينبغي لكل مسلم : أن يكون قلبه منطويا على حبهم لله الواحد القهار، ويجعل ذلك ذريعة إليه سبحانه

Página 93