ومما أعطيت من الشرف الثابت الأساس، والخطاب الشريف الذي بغيره لا يقاس، قول الله ﷿: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾ .
قال العلامة أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام ابن أبي القاسم السلمي ﵀: «وقد أخبر الله تعالى أنهم خير أمة أخرجت للناس، وإنما كانوا خير الأمم لما اتصفوا به من المعارف والأحوال، والأقوال والأعمال، فما من معرفة ولا حالة، ولا عبادة ولا مقالة، ولا شيء مما يتقرب به إلى الله تعالى مما دل عليه رسول الله ﷺ [ودعا إليه إلا وله] أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة؛ لقوله ﷺ: «من دعا إلى هدىً كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة»، ولا يبلغ أحدٌ من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم إلى هذه الرتبة، وقد جاء في الحديث: «الخلق عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله»، فإذا كان ﷺ قد نفع شطر أهل الجنة، وغيره
1 / 43