يجتمع فيها. فتراه شبه الصلصال على وجه الأرض حالك اللون صقيلًا رطبًا وله رائحة طيبة. وحول تلك العيون بركة كبيرة سوداء يعلوها شبه الطحلب الرقيق فتقذفه إلى جوانبها فيصير أيضًا قارًا. وبمقربة من هذا الموضع عين كبيرة فإذا أرادوا نقل القار منها أوقدوا عليها النار فتنشف النار ما هنالك من رطوبة مائية. ثم يقطعونه قطعًا وينقلونه. وقد تقدم لنا ذكر العين التي بين الكوفة والبصرة على هذا النحو (لابن بطوطة) ٣٢٢ (ألعنبر) . ما يقع من العنبر إلى سواحل بحر فارس هو شيء تقذفه الأمواج إليه. ومبدأه من بحر الهند. على أنه لا يعرف مخرجه. غير أن أجوده ما وقع إلى بلاد بربر أو حدود بلاد الزنج وما والاها. وهو الأبيض المدور والأزرق النادر كبيض النعام أو دون ذلك. وذلك أن البحر إذا اشتد هيجانه قذف من قعره العنبر. ومنه ما يوجد فوق البحر ويزن وزنًا كثيرًا. فإذا رآه الحوت المعروف بالتال ابتلعه. فإذا حصل في جوفه قتله. وطفا الحوت فوق الماء. وله قوم يرصدونه في قوارب. قد عرفوا الأوقات التي توجد فيها هذه الحيتان المبتلعة العنبر. فإذا عاينوا منها شيئًا اجتذبوه إلى الأرض بكلاليب حديد فيها حبال متينة تنشب في ظهر الحوت. فيشقون عنه ويخرجون العنبر منه (مروج الذهب للمسعودي)