138

El Jardín Literario en los Jardines de los Árabes

مجاني الأدب في حدائق العرب

Editorial

مطبعة الآباء اليسوعيين

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

الجهد. ففتشني فلم يجد عندي شيئًا فأخذ القميص الذي كنت أعطيت كميه للشيخ الموكل بي. ولما كان اليوم الثامن اشتد بي العطش وعدمت الماء ووصلت إلى قرية خراب فلم أجد بها حوضًا. وعادتهم بتلك القرى أن يصنعوا أحواضًا يجتمع بها ماء المطر فيشربون منه جميع السنة. فاتبعت طريقًا فأفضت بي إلى بئر غير مطوية عليها حبل مصنوع من نبات الأرض وليس فيه آنية يستقى بها فربطت خرقة كانت على رأسي في الحبل وامتصصت ما تعلق بها من الماء فلم يروني. فربطجت خفي واستقيت به فلم يروني. فاستقيت به ثانيًا فانقطع الحبل ووقع الخف في البئر. فربطت الخف الآخر وشربت حتى رويت. ثم قطعته فربطت أعلاه في رجلي بحبل البئر وبخرق وجدتها هنالك. فبينما أنا أربطها وأفكر في حالي إذ لاح لي شخص فنظرت إليه فإذا رجل أسود اللون بيده إبريق وعكاز وعلى كاهله جراب. فقال لي: سلام عليكم. فقلت له: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. فقال لي بالفارسية: من أنت. فقلت له: أنا تائه. فقال لي: وأنا كذلك. ثم ربط إبريقه بحبل كان معه واستقى ماء. فأردت أن أشرب فقال لي: اصبر. ثم فتح جرابه فأخرج منه غرفة حمص أسود مقلو مع قليل أرز فأكلت منه وشربت وسألني عن اسمي. فقلت: محمد. وسألته عن اسمه. فقال لي: القلب الفارح. فتفاءلت بذلك

1 / 144