وقال الكسائي: سمعت العرب تقول: هذا زيد إياه بعينه. فجعله مثل كان. وقالوا: تربع ابن جؤية في اللحن حين قرأ: " هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " وجعلوه حالًا، يعنى أطهر. وليس وكما قالوا، هو خبر لهذا كما كان في كان، إلا أنه لا يدخل العماد مع التقريب، من قبل أن العماد جواب والتقريب جواب فلا يجتمعان. وإذا صاروا إلى المكنى جعلوه بين ها وذا فقالوا ها أنا ذا قائمًا، وجاء في القرآن بإعادتها. ويقولون ها نحن ألاء وها نحن هؤلاء، أعادوها وحذفوها. وهذا كله مع التقريب. ويحذفون الخبر لمعاينة الإنسان، فقالوا: ها أنا ذا عمارا فحذف الخبر كأنه قال: ها أنا ذا حاضر أو في هذا المكان. وإذا جاءوا مع هذا بالألف واللام كانت الألف واللام نعتًا لهذا، فقالوا: هذا الرجل قائم. وقد أجاز أهل البصرة إذا كان معهودًا أن ينصب الفعل، وقد أجازه أيضًا بعض النحويين، والفراء يأباه، وإنما نعتوا هذا بالأسماء فقالوا: مررت بهذا الرجل ورأيت هذا الرجل، فجعلوه تابعًا لهذا؛ لأنه يكون بين يدي الرجل أجناس فلا يدرى إلى أيها أشرت، فقلت هذا الثوب، هذا الرجل، هذه الدابة، فميزت هذا الجنس من هذه الأجناس. ولذلك صارت الأجناس تابعة لهذا، وإذا جاء واحد لا ثاني له فقيل هذا القمر، وهذا الليل، وهذا النهار، لم يكن إلا تقريبًا. وقد تسقط، هذا فتقول: كيف أخاف الظلم وهذا الخليفة قائمًا، والخليفة قائم، فتدخل هذا وتخرجه فيكون المعنى واحدًا. وكلما رأيت إدخال هذا وإخراجه واحدًا فهو تقريب، مثل قولهم: من كان من الناس سعيدًا فهذا الصياد شقيًا، وهو قولك: فالصياد شقى، فتسقط، هذا وهو بمعناه.
وقال أبو العباس: إذا أضفت الأوقات إلى مرفوع فارفع، وإلى منصوب فانصب. ويجوز ذا في ذا، وذا في ذا.
آخر الجزء الأول من أمالي أبي العباس ثعلب رحمه الله تعالى والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وأله وسلم آمين
الجزء الثاني
ثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، في يوم الثلاثاء لعشر بقين من المحرم، ثنا عمر بن شبة قال: حدثني المدائني عن عامر أبي محمد، شيخ من بني تميم، قال: تكلم معاوية بن صعصعة بن معاوية يومًا، فقال له صالح بن عبد الرحمن: لحنت. فقال له معاوية: أنا ألحن يا أبا الوليد، والله لنزل بها جبيل من الجنة.
أخبرنا محمد قال: وثنا أبو العباس قال: وثنا عمر بن شبة قال: حدثني المدائني قال: دخل عبد الله بن جعفر على معاوية، ومعه بديح، فقال لبديح: هات بعض هناتك. فغنى بديح فحرك معاوية رجله، فقال ابن جعفر: ما هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إن الكريم طروب.
وقال أبو العباس: النيرب: الذي يسعى بين الناس بالشر، وهو النمام؛ والنيرب؛ الرجل الجليد، والنيرب: الشرير. والحشور: الخفيف من الرجال، وهو الهذلول.
ويقال رجل شرير وشرير. وقال: القفة: القصير من الرجال. والصمحمح: الشديد من الرجال. والكندر: الغليظ الحادر. والألف ... الضعيف. والألف: عرق في العضد. السميدع: الموطأ الأكناف. الحنبل: القصير؛ والحنبل: الفرو. والكروس: الشديد العظيم الهامة. والكروس: الحادر الخلق الجسيم الجسم، العبل المفاصل؛ وهو العترس؛ والجحاشر نحوه.
والحزور: الغلام الذي لم يحتلم وقد راهق. الضفن والضفندد: الرجل الضخم. البهلول: القريب المعروف، وكذلك المرأة؛ وامرأة بهلول. الأعثى: الكثير الشعر. الأحوث: المكيث، وهو الألوث. والمقفعل: المنقبض من البرد. الفوهة من ألبان الإبل: الذي قد ترك في السقاء ولم يأخذ طعمًا.
وأنشد:
إنى لتباع لها ألوف ... إن قاسم مال به الرغيف
لا نهل الطبخ ولا مجلوف ... حمراء من جلتها خسيف
كأن ظبيًا تحتها مكفوف ... تدر والريح لها قصيف
حين يقود المربع المصيف ... تصف أو تربى على الصفوف
إذا أتاها الحالب النجوف هو الجيد الحلب.
وأنشدنا أبو العباس أحمد يحيى ثعلب النحوى:
يسقط الطير حيث ينتثر الح ... ب وتغشى منازل الكرماء
ليس يعطيك للرجاء ولا الخو ... ف ولكن يلذ طعم العطاء
وقال أبو العباس: أنشدني عبد الله بن شبيب:
وما الناس بالناس الذين عهدتهم ... وما الدهر بالدهر لذي كنت تعرف
1 / 12