============================================================
المطلب الثاني) التجسيم عند أهل الحديث والغلاة من الشيعة فقد آذنته بالحرب (...)، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره المؤت وأنا أكره مساءته "(1).
وقد بين الحافظ الذهبي نكارة التردد في حق الله تعالى عن ذلك، فقال في ترجمة (خالد بن مخلد) (2) راوي هذا الحديث: "فهذا حديث غريب جذا، لولا هيبة "الجامع الصحيح" لعدوه في منكرات (خالد بن مخلد)، وذلك لغرابة لفظه...8(2).
أقول: بل كان الواجب عليهم أن يقدموا قدسية الله وهيبته على قدسية وهيبة كتاب لاصحيح البخاري"، وأن لا يتهيب أحد من رد هذا الخبر المنكر المتعلق في حق الله تعالى بحجة أنه مروي في "صحيح البخاري"، فالحق أحق أن يتبع!!
18 - وأنه لا مانع شرعا عندهم أن يجلس الله تعالى عن قولهيم على البعوض: فقد قال عثمان الدارمي: "ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبتته، فكيف على عرش عظيم؟"2). ونقله ابن تيمية عنه واسشهد به لاثبات عقيدة جلوس الله تعالى على العرش(5).
(1) رواه البخاري في صحيحه (105/8) (رقم/6502).
(2) قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (11/ 341): "وساق الذهبي في ترجمة (خالد) من "الميزان" بعد أن ذكر قول أحمد فيه: "له مناكير"، وقول أبي حاتم: "لا يختج به". وأخرج ابن عدي عشرة أحاديث من حديثه استنكرها، هذا الحديث من طريق محمد بن مخلد عن محمد بن عثمان بن كرامة شيخ البخاري فيه، وقال: "اهذا حديث غريب جذا لولا هيبة الصحيح لعدوه في منكرات (خالد بن مخلد) فإن هذا المتن لم يرو إلا بهذا الإسناد ولا خرجه من عدا البخاري ولا أظنه في لامسند أحمد"". قلث: ليس هو في لامسند أحمد" جزما، وإطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد مردود، ومع ذلك ف (شريك) شيخ شيخ (خالد) فيه مقال أيضا، وهو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه ونقص وقدم وأخر و تفرد فيه بأشياء لم يتابع عليها. ولكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أن له أصلا". ثم قام بسردها وجميعها ضعيفة كما حكم عليها هو نفسه.
(3) الذهبي، ميزان الاعتدال (641/1).
(4) الدارمي، نقض الدارمي على بشر المريسي (458/1).
(5) ابن تيمية، بيان تلبيس الجهمية (458/1).
Página 95