============================================================
112 مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية/ النص المحقق ولو كان الأمر كما زعموا، لما كان لآدم فضيلة على إبليس أن يقول: (وأنا بيدك خلقتني، التي هي قدرتك ونعمتك) (1)؛ وفي العلم بأن الحق آخرج هذا القول للتعظيم، فخروج التعظيم لآدم دليل على فساد ما تأولو((2).
وقوله: بل يداء مبسوطتان ينفق كيف يشاه} فأثبت نفس اليدين(3)، ونفى الغل عنها ردا لما خلقت بيدى}]: لما خلقت أنا، فهو كقوله: ذلك يماقدمت يداله} [الحج/10] أي بما قدمت أنت".
(1) الغريث العجيب من الإمام ابن الجوزي (المؤلف) أنه استشهد بهذا الالزام هنا، ونسبه في "ادفع شبه التشبيه باكف التنزيه" (ص /115) لبعض البله، حيث قال: "وقد قال بعض البله: لولم يكن لآدم مزية على سائر الحيوانات بخلقه باليد التي هي صفة، لما عظمه بذكرها وأجله، فقال: بيدى}، ولو كانت القدرة لما كانت له مزية (..). وقولهم: ميزه بذلك عن الحيوان، نفاه قوله: خلقنالهم مماعملت أيدينا انعكما فهم لهامللكون } [يس /71]، ولم يدل هذا على تمييز الأنعام على بقية الحيوان...8.
(2) الزام باطل مردود بدليل أن الأنعام من خيل وإبل وحمير وبقر وبغال وغيرها مخلوقة بيد الله تعالى أي بقدرة الله تعالى - أيضا بنص القرآن، وذلك في قوله تعالى: أولزريروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنكمافهم لهامتلكون } [يس/71]، فأين التشريف لآدم كما تظن المجسمة بأنه خلقه بيده الحقيقية من هذه الآية؟1! فيكون المراد من الآية: ما منعك أن تسبد لما خلقت بيدى}؛ أي: ما منعك أن تسجد لما خلقث أنا ولم يخلقه غيري وأنا ربك ورته. وقدرد الإمام ابن الجوزي (المؤلف) في لادقع شبه التشبيه بأكف التنزيه" (ص /115) هذا الاحتمال الذي ذكره هنا بقوله: ل"ثم قد أخبر أته نفخ فيه من روحه، ولم يرد إلا الوضع بالفعل والتكوين، والمعنى: نفخث أنا، ويكفي شرف الإضافة، إذ لا يليق بالخالق جل جلاله سوى ذلك لأنه لا يحتاج أن يفعل بواسطة، فلا له أعضاء وجوارح يفعل بها لأنه الغني بذاته، فلا ينبغي أن يتشاغل بطلب تعظيم آدم مع الغفلة عما يستحقه الباري سبحانه من التعظيم بنفي الأبعاض والآلآت في الأفعال، لأن هذه الأشياء صفة الأجسام".
(3) ليست الآية تتكلم عن إثبات يدين حقيقتين أصلأ كي يؤخذ منها صفة لله تعالى؛ وإنما المراد منها أنه جواد ينفق كيف يشاء، كما قال الإمام ابن الجوزي (المؤلف) في "زاد المسير في علم التفسير" (566/1): "والمراد بقوله: { بل يداء مبشوطتان}: أنه جواد ينفق كيف يشاء، وإلى نحو هذا ذهب ابن الأنباري. قال ابن عباس: إن شاء وسع في الرزق وإن شاء قتر".
Página 162