============================================================
139 المطلب الثاني/ التأويل عند علماء السلف والخلف أطلقت بتمثيل المجاورة، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي غصي الله عليها فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلىء، فتقول: قط قط. تريد: حسبي حسبي، لأن العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع، قال الله جل وعلا: لهم قدم صدق عند ربهم} [يونس/2]، يريد: موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في التار جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه"(1).
وأول الحافظ ابن حبان أيضا حديث النزول تأويلا إمجماليا حيث نفى النزول الحسي على الله تعالى دون أن يفسر معنى النزول، فقال في صحيحه بعد روايته له: "اصفات الله جل وعلا لا تكيف ولا تقاس إلى صفات المخلوقين (...)، كذلك ينزل بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان، وكذلك السمع والبصر فكما لم يجز أن يقال: الله يبصر كبصرنا بالأشفار والحدق والبياض بل ئيصر كيف يشاء بلا آلة، ويسمع من غير أذنين وسماخين والتواء وغضاريف فيها بل يسمع كيف يشاء بلا آلة، وكذلك ينزل كيف يشاء بلا آلة من غير أن يقاس نزوله إلى نزول المخلوقين كما يكيف نزولهم جل ربنا وتقدس من آن تشبه صفاته بشيء من صفات المخلوقين"(2).
تأويل الإمام ابن قتيبة الدينوري (ت/276ه)(3): قال الإمام ابن قتيبة في آخر باب (تكرار الكلام والزيادة فيه) من كتابه "تأويل الحديث باطل شرغا وعقلا، كما مر في المبحث السابق (ص /83 - 84) من كلام العلامة الامام الفقيه الشافعي الحافظ بدر الدين ابن جماعة في كتابه القيم "إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل" (ص/162) بتحقيق الشيخ وهبي سليمان الغاوجي الألباني: (1) ابن حبان، صحيح ابن حبان (502/1).
(2) المصدر السابق، (199/3).
(3) قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (17/ 391): "(ابن قتيبة) هو من المنتسبين إلى (أحمد) و(إسحاق) والمنتصرين لمذاهب الشتة المشهورة، وله في ذلك مصنفات متعددة. قال فيه صاحب كتاب "التحديث بمناقب أهل الحديث": وهو أحد أعلام الأئمة والعلماء والفضلاء، أجودهم".
Página 139