============================================================
12 المبحث الثاني (المحكم والمتشابه في القرآن العظيم فيشتجاب له؟" الحديث(1). وفي حديث عثمان بن أبي العاص: "اينادي مناد: هل من داع يشتجاب له" الحديث(2). قال القرطبي: وبهذا يرتفع الإشكال"(3).
(3) 1 فالتنازل إلى السماء الدنيا- كما في حديث أبي سعيد وابن أبي العاص - هو ملك من الملائكة يأمره الله تعالى بذلك(4)، ويصح في استعمالات العرب ولغتهم آن ينسب الفعل (1) رواء النسائي في سننه (126/6). والحديث صحيح، صححه أبو محمد عبد الحق الأشبيلي في "الأحكام الكبرى" (368/2)، وقال ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته" - مطبوع مع كتاب "عون المعبود شرح سنن أبي داود" للعظيم آبادي - (46/13) عن سنده: "هذا الإسناد ثقات كلهم". وصتحه الشيخ شعيب الأرناؤوط في تحقيق لامسند أحمد" (208/26). ورواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 527) وقال عقبه: "وقد روى هذا الحديث عن التبي جماعة من الصحابة". والحديث قال عنه الإمام المفسر القرطبي في تفسيره (39/4): "صححه أبو محمد عبد الحق، وهو يرفع الإشكال، ويوضح كل احتمال، وآن الأول- أي حديث: "ينزل ربنا" - من باب حذف المضاف؛ أي: (ينزل ملك ربنا فيقول...) .
وقدروي: "ئنزل" بضم الياء، وهو يبين ما ذكرنا، وبالله توفيقنا". ثم زد على تصحيح الإمام عبد الحق الأشبيلي، أن الحديث حسن أو صحيح عند الحافظ ابن حجر أيضا، كما هي قاعدته في لافتح الباري" إذا سكت عن الحديث في "فتح الباري" فإنه يكون صحيحا أو حسنا، وهذه الرواية تبين المراد من النزول الوارد في حديث "ينزل ربنا" إذ السنة يفسر بعضها بعضا. وخير ما فسرته بالوارد، كالدخ بالدخان لابن صائد.
(2) رواه أحمد في مسنده (4/ 22) (رقم/16323) تعليق الشيخ شعيب الأرناؤوط: "احديث صحيح لغيره..."، والبزار في مسنده (308/6) (رقم/2320)، ورواه ابن آبي عاصم في "الشنة"(353/1) (رقم/520) طبعة دار الصميعي ولم أجده في "ظلال الجنة"، ورواه الطبراني في الكبير (59/9) (رقم/8391) وفي الأوسط (154/3) (رقم /2769) من حديث عثمان بن أبي العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ: "تفتع أبواب السماء نضف الليل فينادي مناد: هل من داع فيشتجاب له؟ مل من سبائل قيغطى؟ هلي من مكروب فيفرج عند؟ فلا يبقى مسلم يذعو بدغوة إلا استجاب الله له إلا زايية تشعى بفرجها أو عشار". قال الحافظ الهيثمي في المجمع (153/10): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". وأورده الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/ 62) (رقم /1073).
(3) العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري (3/ 30).
(4) قال الإمام المناوي في "فيض القدير"(3/ 340): "(قينادي مناي)ا أي من السماء من الملائكة بأمر الله7.
Página 132