ثم وليها بعد موته أحق الناس بها وأولاهم، شيخ الحفاظ وأعلاهم: أبو الحجاج يوسف المزي، وأول مباشرته لها كان يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة سبع عشرة وسبع مئة، واستمرت بيده إلى حين موته نحوا من خمس وعشرين سنة، ولم يتولها بعده حافظ نظيره، وإن كان قد وليها شيخ الإسلام تقي الدين أبو الحسن السبكي، وابن عمه الإمام بهاء الدين أبو البقاء وغيرهما.
ولم يحضرها بعد الحافظ المزي فيما نعلم أحد في درجته من أهل هذا الشأن، غير شيخنا الحاضر في هذا المكان، وهو شيخ الإسلام حافظ الزمان، قاضي القضاة شهاب الدين أبو الفضل، فإنه أربى عليه بزيادة المصنفات، وإتقان المؤلفات، وفنون العلوم أصلا وفرعا، واستنباطا للأحكام المحتج بها شرعا، أسبغ الله ظلاله على الإسلام والمسلمين.
Página 32