وأما أول الأنصار أسلم مطلقا: فهو إياس بن معاذ الأوسي الأشهلي، قدم مكة وهو غلام قبل الهجرة في نفر من قومه يطلبون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، بسبب الحرب التي كانت بين الأوس والخزرج، فسمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن فقال إياس لقومه: هذا والله خير مما جئتم له، فرجع ومات قبل الهجرة؛ وذكر قومه أنه مات مسلما رضي الله عنه، قاله بنحوه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده في كتابه في ((المعرفة)) بعد أن ذكره في الصحابة وقصته بطولها رويناها من طريق ابن إسحاق في ((المغازي)).
وقد ذكرته مع ذكر ستة سابقين من الأنصار، وأصحاب العقبتين في أبيات وهي:
ألا أول الأنصار أسلم مطلقا ... إياس معاذ ستة بعد تابعوا
بمكة هم عوف وأسعد جابر ... وقطبة منهم عقبة ثم رافع
ومات إياس ثم وافوا بسبعة ... سوى جابر عهد النساء فبايعوا
عبادة عباس عويم يزيد مع ... معوذ، ذكوان، ابن تيهان سابع
وبعد أتوا بضعا وسبعين بايعوا ... على الهجرة الغراء والسعد طالع
فحازوا رسول الله حيا ودفنه ... بطيبة فضلا عم والفضل واسع
آخر المجلس ولله الحمد
Página 68