359

Majalis

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Géneros

((واعقدن عليه بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات)) لكن ليس هذا من وجوه البيان صريحا في القرآن، مع ذكر العد وعقود بعضه في القرآن.

نعم، إن أريد بالعقد ارتباط الكلام والتئام بعضه ببعض وعدم تنافره، فهو داخل حينئذ في ضروب نظم القرآن.

12- وأما الإشارة: فهي الإيماء بما يدل على المقصود، وهي على قسمين: إشارة بجارحة كالعين واليد والرأس، ومنه قوله تعالى في قصة مريم عليها الصلاة والسلام: {فأشارت إليه}.

وربما دلت الإشارة بالجارحة إلى معان كثيرة، لكنه بعيد، ومنه قول الشاعر:

أومت بعينيها من الهودج ... لولاك هذا العام لم أحجج

أنت إلى مكة أخرجتني ... حقا، ولولا أنت لم أخرج

وقد لا يبعد هذا الاحتمال: أن هذه المرأة أومأت بعينيها مخاطبة لربها الذي قدر لها الحج وأخرجها إليه، وهو سبحانه {يعلم السر وأخفى}، {وهو عليم بذات الصدور}. ثم صرحت بعد ذلك فحدثت بلسان قالها ما كانت أومأت إليه بلسان حالها، فنظمه الشاعر على الحال الأول. والله أعلم.

Página 415