305

Majalis

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Géneros

وتأتي ((قد)) التي هي حرف: للتوقع وتقريب زمن الفعل، ولا يليها بعدها إلا الفعل مظهرا غير مغير عن حاله التي كان عليها قبل دخول ((قد)) عليه، ولا يفصل بينها وبين الفعل بغيره، وتارة يليها الفعل المستقبل، كقوله تعالى: {قد يعلم الله المعوقين منكم}.

وتارة يليها الفعل الماضي، كقوله تعالى في هذه الآية الشريفة: {لقد من الله على المؤمنين}. ودخول اللام عليها هنا للتأكيد، تحقيقا لوقوع المن من الله تعالى على المؤمنين.

و((قد)) هذه من الحروف المبنية، لها من مجاري أواخر الكلم الوقف، وهذه المجاري ثمانية على أربعة أضرب: رفع وضم، ونصب وفتح، وجر وكسر، وجزم ووقف.

هكذا ذكرها سيبويه في ((الكتاب)) ثمانية على أربعة أضرب، جعل ذلك للفرق بين ما يتغير إعرابه ويزول عنه من رفع ونصب وجر وجزم، كالأسماء المتمكنة والأفعال المضارعة لأسماء الفاعلين، وبين ما لا يزول عنه ما بني عليه من ضم وفتح وكسر ووقف من الأسماء غير المتمكنة، ومن الأفعال الثلاثة -لكن لا ضم في الفعل سوى المضارع- ومن الحروف التي ليست إلا لمعنى، ومنها ((قد)).

Página 360