291

Majalis

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Géneros

وتارة يأتي الحديث فيقال مثلا: تفرد به أهل البصرة، أو أهل الكوفة، أو يقال: هذه سنة تفرد بها أهل بلد كذا، ولأبي داود صاحب ((السنن)) مصنف مفرد في ذلك سماه ((كتاب التفرد)) وذكر في ((سننه)) شيئا يسيرا من ذلك.

وتارة يأتي التفرد في إسناد فيه راو عن آخر فيقال عنهما: فلان عن فلان، وتفرد عنه. أي: لم يبق من يروي عن ذلك الرجل من الموجودين أحد غير ذلك الراوي، فتارة يأتي مطلقا، وتارة مقيدا ببلد ونحوه، وهذا القسم قد وقع من زمن الصحابة رضي الله عنهم، وهلم جرا، كأبي الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير الكناني الليثي رضي الله عنه، آخر من بقي على وجه الأرض من الصحابة رضي الله عنهم، وأبوه واثلة صحابي أيضا، ولا يلتفت إلى من ادعى الصحبة بعد ذلك أو ادعيت له.

ومنه ما روى الخطيب البغدادي في ((تاريخه)) عن أبي إسحاق المستملي عن محمد بن يوسف الفربري أنه كان يقول: سمع كتاب ((الصحيح)) لمحمد بن إسماعيل تسعون ألف رجل، فما بقي أحد يروي عنه غيري.

Página 346