Majalis
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
Géneros
1- فمنها: أنه كما الراحمون من في الأرض يرحمهم من في السماء مفيد لازمه، وهو أن غير الراحمين لا يرحمهم الله، وقد جاءت الرواية مصرحة بلازم الحديث، وذلك فيما رويناه من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن جرير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من لم يرحم من في الأرض لم يرحمه من في السماء))، وأعم منه حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رويناه في ((جامع الترمذي)) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من لا يرحم لا يرحم)).
2- ومن فوائد الحديث: الحث على إغاثة اللهفان، وإعانة الحيران، وإفادة المستفيد، وإرفاد المستزيد، وحمل الكل، ونفع الكل، والعفو عن القصاص بالجملة، والإحسان في القتلة، والمنع من المثلة، واستحباب تحديد آلة الذكاة لسرعة إزهاق الروح، ومواراتها حين إرادة الذبح عن المذبوح، وكف الأذى عن جميع الأنواع، وصلة الأرحام حسبما ورد به السماع، وكل ذلك من الرحمة للخلق، التي أمر بها رسول الحق.
3- ومن فوائد الحديث: أنه يدل على الرجاء، فهو من أحاديثه، لأن الله سبحانه وتعالى إذا كان يستجلب لعباده رحمة غيره كما أخبر عنه الصادق المصدوق بقوله: ((الراحمون يرحمهم الرحمن)): كيف لا يجود لهم برحمته سبحانه وتعالى.
4- ومن فوائده: أن جزاء الراحم من الله على المبالغة في الرحمة، لأن الراحم وصف لا مبالغة فيه، والرحمن وصف يدل على المبالغة في الرحمة، فكان معنى قوله: ((الراحمون يرحمهم الرحمن)) أي: من رحم رحم أضعاف ما رحم، ثم الجزاء في الآخرة أضعاف ذلك، لأن الراحم عنده من الرحمة جزء من الجزء الذي قسم بين الخلق من مئة جزء من الرحمة التي يقسمها الله على عباده المؤمنين في الآخرة.
Página 304