La Mesa de Platón: Conversaciones sobre el Amor
مائدة أفلاطون: كلام في الحب
Géneros
جلاكو:
لقد ظننت ذلك.
فأجبته: كيف يكون ذلك يا جلاكو وأنت تعلم أن أجاثون غائب عن المدينة منذ أمد بعيد، ولم يمض أكثر من ثلاث سنين على ملازمتي سقراط، ومحادثته وتقييد أقواله، ومراقبة أعماله؟ أما قبل ذلك فقد كنت هائما على وجهي، لا أستقر على حال، ولا أعرف لنفسي مكانا تسكن إليه، وكنت في ذلك العهد أشعر بشقاء وغم أعظم من شقائك وغمك اللذين تشعر بهما الآن، وكنت أود لو أنني عشقت غير الحكمة التي تشقي من يحبها ...
جلاكو (مقاطعا): لا تماحك، واذكر لي ما تعلم عن المحاورة!
أجبته: لما كنا في عهد الطفولة، ونال أجاثون جائزة لحذقه في وضع الروايات التمثيلية الفاجعة، وبعد ذلك الفوز العظيم بيوم احتفل أجاثون وجماعة الممثلين احتفالا فخما قدموا فيه الضحايا للآلهة ...
جلاكو:
يظهر لي أن ذلك الخبر يرجع إلى السنين الغابرة؛ فمن ذا الذي رواه لك، وقص عليك القصة بأكملها؟ وهل سمعت تفصيل الخبر من سقراط بذاته؟
فأجبته: لا وحق المشتري! بل سمعته من محدث فينيكس نفسه؛ رجل اسمه أريسطوديمس ينتمي إلى «سيداثبنا» وهو شخص قصير القامة، نحيل البدن، كان يسير في الطرق بلا نعال، وكان حاضرا بذاته الوليمة التي أولمها أجاثون إكراما لفوزه؛ لأن أريسطوديمس كان أعلق أهل زمانه بسقراط، وأكثرهم إعجابا به، وقد سألت سقراط عن بعض ما سمعته من مريده أريسطوديمس، فأكده لي.
جلاكو:
فلماذ إذا لا تقص علي هذا الحديث الحسن ونحن سائرون إلى المدينة، سيما والسبيل سهل لا تشوبه شائبة، ولا تعتوره وعورة، ولا شيء أدعى لتسهيل السير من المحاضرة؟!
Página desconocida