صلى الله عليه وسلم
وباب النبوة مفتوح، والدين الذي يغلق باب النبوة دين ميت». «إن الله أخبر بأن قاديان هي أم القرى وهي الحقيقة، والآن تحولت البركات التي تنزل بمكة والمدينة إلى قاديان». «ولا شك أن ذكر قاديان في كلام الله موجود حيث ورد:
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله . والمسجد الأقصى الذي ورد ذكره في القرآن هو الذي بناه غلام أحمد».
ويعلن غلام أحمد بأن من لم يطعه ولم يبايعه، فقد عصى الله وعصى رسوله، وتعدى الطريق ومصيره إلى جهنم.
ومن تعاليمهم أن الحج يحتاج إلى مال كثير يصرفه الحاج في سفره، وقد يصل إلى حد الإسراف وأكثر هذا المال يذهب إلى صناديق الشركات الأجنبية التي لا تفيد المسلمين شيئا، ويقترحون عليهم أن المال الذي يصرف على الحج يجب أن تفتح به مدارس لتعليم القرآن الكريم، حيث يستفيد الواحد منه إلى الأبد ... إلى أمثال هذه الدعاوى.
وهذه الفرقة تسمى أحيانا القاديانية، وأحيانا تسمى الأحمدية نسبة إلى غلام أحمد، وأكثر المسلمين ينفرون منهم، ويعتقدون أنهم مارقون عن الإسلام خارجون على أهله، وقد صرح مصطفى كمال باشا وشيخ الإسلام ومفتي الإسلام بخروج القاديانية عن الإسلام. ويزعم محمد علي وأتباعه أنهم مسلمون، وأن غلام أحمد ليس إلا مسلما ومجددا، ولكن في كتبهم الأساسية ما يثبت غير ذلك، فقد نشر في مجلة الديانات مجلد 6 ص299 أن (محمد علي) رئيس القاديانية كتب أن الصاحب ميرزا «نبي» آخر الزمان، ويعنون بميرزا هذا غلام أحمد، وجاء في الخطبة الإلهامية لميرزا هذا قال: رأيت في المنام أني إله وأنا في اعتقادي كذلك «ع كمالات ص 565»، ويقول: إني أعتقد أن الإيحاءات التي أتلقاها معصومة من الخطأ كتلك التي كان ينزل بها القرآن «الدر الثمين». وقال: «إن إيماني بما يوحى إلي ليس أقل - على كل حال - من إيماني بالقرآن الكريم».
وجاء في أخبار الأخبار «أن الله يقول له أي ميرزا: أخبر الناس كافة أنك الرسول المقدس إليهم جميعا»، وجاء في كتاب آخر، أن الله الحق هو الذي أرسل نبيه في قاديان، وأن مدينة قاديان ستظل في مأمن من الوباء إذ كانت محل إقامته، ثم تدلى فزعم أنه أعظم من الحسين بن علي، وأنه المهدي المنتظر. •••
كما نشأ في الهند زعماء كثيرون تسموا بالمهدي، ولكن دعوتهم لم تلق النجاح الذي لقيته البابية والبهائية والقاديانية، كدعوى السيد أحمد الذي ظهر في أوائل القرن التاسع عشر في جهات الهند، وحارب الأشياخ على حدود بنجاب الشمالية الغربية سنة 1826، ولكن لم تقم له قائمة.
السنوسية
وربما كان من أشهر دعاة المهدية في العصور الحديثة أيضا السيد محمد المهدي السنوسي ابن الشيخ محمد السنوسي، ظهر في المغرب في أواسط القرن الثالث عشر الهجري، ونزل جغبوب على مقربة من واحة سيوة، وقد أنشأ زوايا كثيرة في أماكن متعددة يبلغ عددها نحو ثلاثمائة زاوية، وانتشرت طريقته انتشارا عظيما، ولما توفي لمح قبل وفاته أن المهدي المنتظر سيظهر قريبا، وأن ظهوره سيكون ختام القرن الثالث عشر الهجري، وقد رأيت كتابا عنوانه «الدرة الفرية في بيان الطريقة السنوسية» مطبوعا بمطبعة الجريدة بمصر، وتدور مقدمته على إثبات أن السيد السنوسي هذا هو المهدي المبشر به، ومما جاء في تلك المقدمة قوله : «أعلم أن أستاذنا السيد محمد المهدي - رضي الله عنه - كانت ولادته بماسة من الجبل الأخضر، سنة 1260 أول ليلة من ذي القعدة عند الفجر وغيابه عن الأعيان لحكمة أرادها الواحد المنان ضحوة يوم الأحد 24 صفر سنة 1320 ...».
Página desconocida