الواقدي ولّاه القضاء من بغداد [(١)] . وأخيرا يتربع الواقدي على قضاء عسكر المهدى مدّة أربع سنوات قبل وفاته [(٢)] .
وعلى الرّغم من الصلات والأعطيات التي أغدقها هارون الرشيد ووزيره يحيى وابنه المأمون على الواقدي فإنه توفى ولم يكن يملك ما يكفن به، فأرسل المأمون بأكفانه [(٣)] . وكان الواقدي قد أوصى إلى المأمون فقبل وصيته وقضى دينه [(٤)] .
وفاته:
اختلف في تاريخ وفاته، فابن خلكان [(٥)] يذكر أنه توفى سنة ٢٠٦ هـ.
وتذكر مصادر أخرى ومنها طبقات ابن سعد أنه توفى فى ذى الحجة سنة ٢٠٧ هـ[(٦)] ويروى الخطيب البغدادي بسنده عن عبد الله الحضرمي أن الواقدي توفى سنة ٢٠٩ هـ[(٧)] .
وإذا كان لنا أن نرجح إحدى هذه الروايات، فأولاها بالقبول الرواية الثانية، التي ذكرها ابن سعد، وذلك لتلمذته له وقربه منه وكتابته له، ثم لتحديده ليلة الوفاة ويوم الدفن من الشهر والسنة إذ يقول: مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذى الحجة سنة سبع ومائتين، ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران، وهو ابن ثمان وسبعين سنة [(٨)] . وهذا بالإضافة إلى ورودها في أغلب المصادر.
_________
[(١)] تاريخ جرجان، ص ١٢٥.
[(٢)] الوافي بالوفيات، ج ٤، ص ٢٣٨.
[(٣)] تاريخ مدينة دمشق، ج ١١، ورقة ٣ (ب)، تاريخ بغداد، ج ٣، ص ٢٠.
[(٤)] الطبقات، ج ٥، ص ٣٢١.
[(٥)] وفيات الأعيان، ج ١، ص ٦٤١.
[(٦)] الطبقات، ج ٧ (٢)، ص ٧٧، تاريخ مدينة دمشق، ج ١١، ورقة ٣ (ب)، تذكرة الحفاظ، ج ١، ص ٣٤٨، معجم الأدباء، ج ١٨، ص ٢٨١.
[(٧)] تاريخ بغداد، ج ٣، ص ٢٠.
[(٨)] الطبقات، ج ٧ (٢)، ص ٧٧.
المقدمة / 9