96

Maghanim

المغانم المطابة في معالم طابة

Editorial

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Géneros

إِني أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي» (^١). فزالتِ التَّسْويةُ، فَتَعَيَّن الوُقوفُ على اعْتِبارِ الآدابِ، في كُلِّ مَا يُعْزَى لذلك الجَنابِ، وكذلك في جَميعِ الأَنْبِيَاءِ وأَهْلِ الدَّرَجَاتِ العُلَى، فإنه إن يَكُنْ لَهُمْ وَفَاةٌ، فإنما هِي وفاةٌ لائِقَةٌ بِدَرَجاتِهِمْ السَّنِيَّةِ، مُوَافِقةٌ لِمَقَامَاتِهِمُ العَلِيَّةِ، لا الوَفَاةُ المعْهُودَةُ لِسَائِرِ الخَلائِقِ، فإنَّ عَزْوَ ذلك إلى شريفِ مناصبهِمْ غيرُ لائِقٍ. ومما يُوضِّحُ هذا الَّلبْسَ قولُ الله تعالى: ﴿إِذْ قاَلَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ﴾ (^٢). أي: قابضُكَ من الأَرْضِ وَافيًا تامًا من غير أنْ ينالَ مِنْكَ اليهودُ شيئًا، هكذا فَسَّرَه الحسنُ بنُ أَبي الحسنِ البصريُّ (^٣)، وابنُ جُرَيجِ (^٤)، والكَلْبيُّ (^٥)، وغيرهُمُ، فانظُرْ كيف أثبتَ الوفاةَ لعيسى صلواتُ الله عليه وسلامهُ و[هو] (^٦) حَيٌّ في السَّماءِ. وكذلك قولُه تعالى عن عيسى ﵇ أيضًا:

(^١) أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري ﵁، في الصوم، باب الوصال إلى السحر، رقم:١٩٦٧، بلفظ: «لست كهيئتكم، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساقٍ يسقين». وأخرجه مسلم، من حديث ابن عمر ﵄، في الصيام، باب النهي عن الوصال في الصوم، رقم:١١٠٢، بلفظ: «إني لست كهيئتكم، إني أُطعم وأُسقى» (^٢) سورة آل عمران آية رقم: ٥٥، وانظر: قول الحسن البصري، في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٤/ ١٠٠. (^٣) هو الحسن بن يسار أبو سعيد الأنصاري مولاهم ثقة فقيه فاضل. علم من أعلام الإسلام توفي سنة ١١٠ هـ. الطبقات الكبرى ٧/ ١٥٦، سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٦٣. (^٤) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أبو خالد الأموي مولاهم المكي الحافظ شيخ الحرم وأول من دون العلم بمكة المكرمة ثقة فاضل. توفي سنة ١٥٠ هـ. تاريخ بغداد ١٠/ ٤٠٠، سير أعلام النبلاء ٦/ ٣٢٥، التقريب ص ٣٦٣ برقم: ٤١٩٣. (^٥) هو محمد بن السائب بن بشر أبو النضر الكلبي العلامة الأخباري النسابة المفسر الكوفي، متروك الحديث. توفي سنة ١٤٦ هـ. تاريخ خليفة ٤٢٣، الوافي بالوفيات ٣/ ٨٣، سير أعلام النبلاء ٦/ ٢٤٨. (^٦) في الأصل: هي.

1 / 97