45

Maghanim

المغانم المطابة في معالم طابة

Editorial

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Géneros

لاستكثرتُ من الخير وما مسَّنيَ السوءُ﴾ (^١)، وقوله: ﴿قلْ إنَّما أدعو ربي ولا أشرك به أحدًا. قلْ إنِّي لا أملكُ لكم ضرًا ولا رشدًا. قلْ إنِّي لن يجيرني من الله أحدٌ ولن أجدَ من دونه ملتحدًا إلا بلاغًا من الله ورسالاته﴾ (^٢)، وقوله ﴿ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذًا من الظالمين. وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشفَ له إلا هو وإن يردْك بخيرٍ فلا رادّ لفضله﴾ (^٣). فبالإضافة إلى هذا كان في أمره ونهيه وتأديبه لأصحابه أشد ما يكون حرصًا على حماية جانب التوحيد، وتنبيهًا إلى التحذير من الغلو الذي يقدح فيه، فمن ذلك: الحديث الصحيح عن ابن عباس ﵄ أن النبي ﷺ قال: «إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» (^٤). وفي صحيح مسلم عن عبد الله ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «هلك المتنطعون» قالها ثلاثا (^٥). قال الإمام النووي في شرحه: «المتنطعون أي: المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم» (^٦) اهـ. وفي صحيح البخاري عن عمر ﵁ أنه سمع النبي ﷺ يقول: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله

(^١) سورة الأعراف، آية رقم: ١٨٨. (^٢) سورة الجن، آية رقم: ٢٠، ٢١، ٢٢، ٢٣. (^٣) سورة يونس، آية رقم: ١٠٦، ١٠٧. (^٤) أخرجه النسائي في المناسك، باب التقاط الحصى، رقم: ٣٠٥٧، ٥/ ٢٦٨، وابن ماجه في المناسك، باب قدر حصى الرمي، رقم: ٣٠٢٩، ٢/ ١٠٠٨، والحاكم ١/ ٤٦٦، والبيهقي ٥/ ١٢٧، وغيرهم. … صححه النووي في المجموع ٨/ ١٧١. (^٥) أخرجه مسلم في العلم، باب هلك المتنطعون، رقم: ٢٦٧٠، ٤/ ٢٠٥٥. (^٦) صحيح مسلم بشرح النووي ١٦/ ٢٢.

1 / 46