Maghanim
المغانم المطابة في معالم طابة
Editorial
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Géneros
أرْضُ الهِجْرَة: تَأْتي إِنْ شاء الله تعالى في دَارِ الهجرة.
أكَّالَةُ البُلدان: البلدانُ جَمْعُ بَلَدٍ، والبَلَدُ والبَلْدَةُ كُلُّ قِطْعَةٍ مِنْ الأرْضِ مُسْتَحِيزَةٍ عامرَةً كانَتْ أَوْ غَيْرَ عَامِرَةٍ (^١). وأصْلُ البلادةِ التأثِيرُ. والبَلَدُ: الأثَرُ. وسُمِّيَت المدينة بَلَدًا وبَلْدَة؛ لأنَّها مَوْضِعُ تأثير النَّاس. وَكِرْكِرَةُ البَعِيرِ بَلْدَةً؛ لأنَّها تُؤَثِّرُ في الأرْضِ، أَنْشَد سيبويه:
أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فوقَ بَلْدَةٍ … قَلِيلٍ بِها الأصْوات إلَّا بُغَامُها (^٢)
قال أبو حاتم: البَلْدَةُ الصدر سميت المدينة بَلْدةً لأنَّها صَدْرُ القُرَى، كما يُقَالُ لأعلى المَجْلِسِ وأَرْفَعِهِ: صَدْرُ المَجْلِسِ. ومِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِكُلِّ مِصْرٍ: بَلْدَةً.
وَسُمِّيَتْ مَدِينةُ رسول اللّه ﷺ أكَّالَةَ البُلْدَان؛ لأنَّها افْتُتِحَت منها جَمِيعُ البُلْدَان التي شرَّفَها الله تعالى بالإسلامِ والإيمان.
رُوِّينا من عند البخاري وَمُسْلم ومَالِكِ بن أَنَس في المُوَطَّأ مِنْ حديث أبي هُرَيْرَةَ ﵁ قال: قال رَسُول اللّه ﷺ: "أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ القُرَى يَقُولُون يَثْرب وَهِيَ المدِينة، تَنْفي النَّاس كما يَنْفِي الكِيرُ خَبَث الحَدِيدِ" (^٣).
وقال صاحِبُ النِّهايَةِ: مَعْنَاهُ أَنَّ اللّه تعالى يَنْصُرُ الإسلامَ والدِّين بأهل المدينة، وهم الأَنْصَار، ويَفْتَحُ على أَيْدِيهِم القُرى يعني البُلْدان، وَيُغْنِمُها إيَّاهم
(^١) اللسان (بلد) ٣/ ٩٤.
(^٢) البيت لذي الرُّمَّة، وهو في (ديوانه) ص ١٠٠٤، الصحاح (بلد) ٢/ ٤٤٩، اللسان (بلد) ٣/ ٩٥، والمقصود بالبلدة الأولى: الصدر، وبالثانية: الأرض.
(^٣) أخرجه البخاري، في الحج، باب فضل المدينة وأنها تنفي الناس، رقم: ١٨٧١، ٤/ ١٠٤، ومسلم، في الحج، باب المدينة تنفي شرارها، رقم: ١٣٨٢، ٢/ ١٠٠٦، ومالك، في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، رقم: ٥، ٢/ ٨٨٧.
1 / 268