235

Maghanim

المغانم المطابة في معالم طابة

Editorial

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Géneros

لهم في دار أبي جهم، ومعها مِدْرَى (^١) لها من فضةٍ فسقط من يدها في البئر، فصرخت بأخوتِها، فدخل أولهم يُخرجه، فأسر، فاستغاث ببعض أخوته حتى دخلوا جميعًا، فماتوا في تلك البئر فقالت ترثيهم:
إخوتي لا تبعدوا بدار … بلى واللات قد بعدوا
كل من يمشي بتربتها … وارد الماء الذي وردوا
لو تَملتهم عشيرتُهم … لاصطناع العرف أو ولدوا
هان من بعض التذكر … أو هان من بعض الذي أجد
قال: ونزل بنو الشطية حين قدموا من الشام ميطان، فلم يوافقهم، فَنَزَلوا قريبًا من جُذْمَان، فابتنوا هنالك أطمًا يقال له أطم بني الشطية، ثم تحولوا فَنَزَلوا براتج، وكانت الآطام حصنَ المدينةِ وحسنَها.
قال الزبير مسندًا عن عبد الله بن حارثة (^٢) قال: أقامت الأوس والخزرج واتَّخذوا الآطام والأموال وكلمتهم واحدة، وأمرهم جميع، ثم دخلت بينهم حروب عظام، وكانت لهم أيام ومواطن، فلم تزل تلك الحروب بينهم حتى بَعَثَ الله تعالى رسولَهُ ﷺ، فأكرمهم الله تعالى باتباعه، وكان يعرض نفسه على القبائل في مواسم العرب، فيأبونه، ويقولون: قوم الرجل أعلم به، حتى سَمِعَ بنفر من الأوس قدموا من يثرب في المنافرةِ التي كانت بينهم، فأتاهم في رحالهم، فقالوا: من أنت؟ فانتسب لهم، وأخبرهم خبره، وقرأ عليهم القرآن، وذكر لهم أحواله، وسألهم أن يُؤووه ويَمنعوه حتى يُبلِّغ رسالات ربه، فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا:/٨٤ والله هذا صادق، وإنه للنبي الذي يذكره أهل الكتاب، ويستفتحون به عليكم، فاغتنموه وآمنوا به، فقالوا: أنت رسول الله قد

(^١) المِدْرَى: المشط. القاموس (درى) ص ١٢٨٢.
(^٢) عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري، كان أبوه من كبار الصحابة، ولعبد الله صحبة. أسد الغابة ٣/ ٨، الإصابة ٢/ ٢٩٣.

1 / 236