Maghanim
المغانم المطابة في معالم طابة
Editorial
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Géneros
الموضوع في
فضل الحجِّ قال: نزلَتْ برجل من أهل غرناطة عِلَّةٌ عَجَز عنها الأطباء، وأَيِسوا من بُرْئِها، فكتب عنه الوزير أبو عبد الله محمد بن أبي الخصال كتابًا إلى النبي ﷺ يسأله (^١) فيه الشفاءَ لدائه، والبُرْءَ مما نزل به، وضَمَّنَ الكتاب شعرًا، وهو:
/٣٧ كتابُ وقيذٍ (^٢) من زَمانَتِهِ (^٣) مُشْفِ (^٤) … بقبِر رسولِ اللهِ أحمدَ يستشفي (^٥)
له قَدَم قد قَيَّدَ الدهرُ خَطْوَها … فلم يستطِعْ إلا الإشارةَ بالكَفِّ
ولما رأى الزوَّارَ يبتدرونَهُ … وقد عاقَهُ عن قَصْدِهِ (^٦) عائقُ الضَّعْفِ
بكى أسفًا، واستودعَ الركْبَ إذ غدا … تحيةَ صِدْقٍ تُفْعِمُ الرَّكْبَ بالعَرْفِ (^٧)
فيا خاتمَ الرُّسْلِ الشفيعُ لربِّهِ … دعاءَ مَهِيضٍ (^٨) خاشعِ القلبِ والطَّرْفِ
عَتِيقُكَ عبدُالله ناداكَ ضارعًا … وقد أخْلَصَ النَّجْوى وأيقَنَ بالعَطْفِ
رجاكَ لضُرٍّ أعجزَ الناسَ كَشْفُهُ … ليَصْدُرَ داعيهِ بما شاءَ من كَشْفِ
لِرِجْلٍ رَمَى فيها الزَّمَانُ فقصَّرتْ … خُطاه عن الصَّفِّ المقدَّمِ في الزحفِ
وإني لأرجو أن تعودَ سويَّةً … بِقُدْرَةِ من يُحْيِيِ العظامَ ومن يَشْفِ
(^١) تعلمنا من رسول الله ﷺ أن طلب الشفاء لا يكون إلا من الله «…أذهب الباس رب الناس أنت الشافي …» الحديث. (^٢) الوقيذ: الشديد المرض. القاموس (وَقَذَ) ص ٣٣٩. (^٣) الزَّمانَةُ: العاهةُ. القاموس (زمن) ص ١٢٠٣. (^٤) يقال: أشفى على الهلاك إذا أشرف عليه فهو مُشْفٍ. اللسان (شفي) ١٤/ ٤٣٦. (^٥) …الشافي هو الله وحده لا شريك له، وأكثر المؤلف من مثل هذه النقول التي تخالف العقيدة في الله وتشرك معه غيره فيما هو خاص به. (^٦) في الوفا: ظعنه. (^٧) أي: تملؤه برائحة الطيب. القاموس (عرف) و(فعم) ص ٨٣٦،١١٤٥. (^٨) المهيض: المنكسر. القاموس (هيض) ص ٦٥٧.
1 / 145