Maghanim
المغانم المطابة في معالم طابة
Editorial
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Géneros
عمرَ، اذهبْ إلى أمِّ المؤمنينَ عائشةَ ﵂ وقلْ: يقرأُ عمرُ بن الخطابِ /٢٢ عليكِ السَّلامَ، ثم سَلْهَا أن أُدْفَنَ مع صاحبيَّ (^١). والاستدلالُ به من وجوهِ:
الأولُ: فِعْلُ عمرَ الفاروقِ ﵁، لاسيَّمَا في وقتِ قدومهِ على الله تعالى، فإذا كان مثلهُ في مثلِ ذلك الحالِ يحرصُ ويجتهدُ، ويسألُ ويغتبطُ ويتمنىَّ، ويوصي بنقلِ جسدهِ بعد وفاتهِ، وطَيِّ صُحُفِ أعمالهِ، إلى قُرْبِ ذلك الجسدِ الكريم، وأن يُسارَ بهِ إلى جوارِ مثوى أعْظُمِ ذلكَ النبيِّ العظيمِ؛ ليفوزَ بالقربِ بعد فراقِ الدُّنْيَا من طيبِ مثواهُ، فكيفَ لا يكونُ الحيُّ العبدُ المذنبُ المبتلى في الدُّنْيَا بالمصائبِ، والْمَرْمِيُّ من قِسِيِّ الشيطان والنفسِ والهوى بالصوائبِ، المحتاجُ إلى زيادةِ الحسناتِ، ولو قدَرَ فبسطَ (^٢) الساعي في تحصيلِ العملِ الصالحِ على هذا البسيطِ طالبًا حريصًا مُوْلَعًا لتقريبِ ذاتهِ ووجودهِ من نورِ الأنوارِ، وسيدِ الأخيارِ، وذُخْرهِ وشافِعه ومَلاذِه (^٣) في تلكَ الدارِ، بل ذلك في حقِّهِ آكَدُ وألزمُ، واستحبابُهُ في حقِّهِ أقوى وأعظمُ.
السادس: ما رُوِّيناهُ من عند مسلم، من حديث عائشة ﵂ قالت: كان رسول الله ﷺ كُلَّمَا كانَ ليلتها يخرجُ من آخر الليلِ إلى البقيعِ (^٤).
(^١) أخرجه البخاري، في حديث طويل، في الجنائز، باب ماجاء في قبر النبي ﷺ وأبي بكر وعمر ﵄، رقم: ١٣٩٢. وفي المناقب، باب قصة البيعة، رقم:٣٧٠٠. (^٢) البسط: الزيادة. اللسان (بسط) ٧/ ٢٥٨. أي زاد الساعي في تحصيل العمل الصالح. (^٣) الاستعاذة واللواذ لايكونان إلا بالله ﷿، وصرفهما لغير الله يقدح بالإيمان بالله ﷾. (^٤) أخرجه مسلم، في الجنائز، باب مايقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها، رقم:٩٧٤،٢/ ٦٦٩. والنسائي، في الجنائز، باب الأمر بالاستنفار للمؤمنين، رقم:٢٠٣٩،٤/ ٩٣.
1 / 109