Concepto del Método Científico
مفهوم المنهج العلمي
Géneros
M. Plank (1858-1947م)، طرح عام 1900م فرض اعتبار الأجسام تكتسب الطاقة أو تعطيها، لا باستمرار كسيل، بل على «كوانتمات»، و«كوانتم» وهو المصطلح الذي اختاره، كلمة لاتينية تعني مقدارا أو كمية أو وجبة.
5
كشهادة حاسمة يقول ماكس بلانك: «كل فرضية تظهر في عالم العلم تعرض نوعا من الانفجار المفاجئ، وقفزة في الظلام لا يمكن تفسيرها منطقيا، ثم تدق ساعة ميلاد نظرية جديدة، وبعد أن ترى نور العالم تسعى جاهدة إلى النمو والتقدم باستمرار، ويتوقف مصيرها أخيرا على المقاييس.»
6
كل كشف علمي يحوي عنصرا إبداعيا حدسيا قائما على الحب العقلاني لموضوع البحث. تتواتر سير وأقاصيص العلماء أنفسهم، وهم يقررون أنهم توصلوا إلى النظريات العلمية، بالعديد من الطرق المختلفة وليس بأية خطوات محددة، قد تظهر النظرية العلمية كومضة إلهام، في حالات الحلم أو ما يشبه الحلم. أثناء النوم رأى كيكوليه تخطيطه لجزيء البنزين، ورأى مندليف ملامح الجدول الذري، ورأى نيلز بور النظام الشمسي كنموذج للذرة. تشرق النظرية العلمية في الذهن كما يشرق أي إبداع إنساني آخر؛ فقد تومض فجأة، وقد تهبط رويدا كضياء الفجر.
لذلك نجد مماثلة بين روح العلم وروح الفن، شاعت في فلسفة العلم في العقود الأخيرة من القرن العشرين. وعمل شيخ فلاسفة العلم في فرنسا جاستون باشلار
G. Bachelard (1884-1962م) بالذات على أن يفلسف العلم والفن معا من المنطلقات القيمية نفسها. عالم الفن من خلق الإنسان، جميع الأعمال الفنية صنعها الإنسان الفنان، وكذلك عالم العلم من خلق الإنسان، وجميع النظريات العلمية من صنع الإنسان العالم، يخلقها ثم يحاول فرضها على العالم لتفسره، فهي «شباك يحاول بها اصطياد الواقع التجريبي، والجهود مستمرة دائما لجعل ثقوبها أضيق وأضيق».
7
ولا يمكن وجود منطق ومنهج لعملية الخلق والإضافة في العلوم أكثر من إمكانية وجوده في الفنون. وكما قيل عن حق: «كعبقرية خلاقة يقف جاليليو ونيوتن وآينشتين على قدم المساواة مع مايكل أنجلو وشكسبير وبيتهوفن.»
وكشأن الإبداع في الفن، نجد الإبداع في العلم يشترط هو الآخر الخيال الخصيب، بدون الخيال لا إبداع علمي، ولن تكون المحصلة أكثر من بيانات إحصائية. الفنان مبدع والعالم مبدع، الخيال شرط الإبداعية، هو الفارق بين الإنسان المبدع القادر على إضافة تصورات مستجدة، وبين الإنسان العادي الذي يظل محصورا فيما هو كائن، دون قدرة على الارتفاع عنه والإضافة إليه. الفنان والعالم كلاهما قادر على الإبداع؛ لأنه مسلح بالخيال، كلاهما ينطلق مع خياله الخصيب إلى أقصى الآفاق، ولكن الفنان يظل وعمله أو إبداعه الفني هنالك في آفاق الخيال، التي مكنته موهبته من الصعود إليها، بل إن الفنان القدير ينتزع المتذوق من عالمه ويجذبه هو الآخر هنالك. أما العالم فسوف ينطلق مع خياله أقصى انطلاقة، تتيح له التوصل إلى فرض جسور. وبقدر جرأة وقوة الخيال، تكون جرأة وقوة الفرض العلمي. وعلى خلاف موقف الفنان نجد العالم عليه أن يعود مجددا إلى عالم الواقع والوقائع، ليختبر الفرض ويحدد مسيره ومصيره. ولن يدخل فرضه عالم العلم أصلا إلا إذا كان قابلا للاختبار التجريبي الجاد، الذي يحكم بكذبه حال تناقضه مع وقائع. بتعبير كارل بوبر، الفرض العلمي لا بد أن يكون قابلا للتكذيب، يحمل في تضاعيفه تنبؤات منطبقة على العالم الذي نحيا فيه. إنها المسئولية إزاء الواقع والوقائع، قد تقوم المحكات المنطقية والرياضية في العلم بدور يناظر دور المحكات الجمالية في الفن، ولكن استشهاد الوقائع والالتزام بهذه الشهادة ينفرد بها العلم التجريبي، وتميز الإبداع العلمي. المسئولية إزاء الواقع هي التي تميز انطلاقة الخيال الإبداعي العلمي عن أية انطلاقة سواها. •••
Página desconocida