Concepto del Método Científico
مفهوم المنهج العلمي
Géneros
12
لم ترد من قبل للإغريق أو لسواهم، تغيرت معها الرياضيات في لغتها وتقنياتها ومعاييرها، واتسع أفقها.
لم يكن تأسيس علم الجبر مجرد إضافة علم إلى العلوم، بل تأسيسا لمنهجية متكاملة ونموذج ثوري بكل معنى قصده توماس كون في فلسفته للثورات العلمية. من حيث تكامل هذا النموذج مع الإطار المعرفي، بين رشدي راشد في تحقيقه لكتاب الخوارزمي، ما تدين به نشأة هذا العلم الجديد إلى علم اللغة وإلى حساب الفرائض في الفقه الحنفي، بخلاف العوامل السوسيولوجية التي أشرنا إليها. ومن حيث تاريخ تطور المنهجية العلمية، حدث ميلاد عقلانية علمية جديدة جبرية وتجريبية، لم تنتقل إلى العلم الحديث فحسب بل ميزته تمييزا، «تأسست في الفترة بين القرن التاسع والقرن الثاني عشر، على يد علماء عاشوا في بقاع متباعدة، من إسبانيا المسلمة حتى الصين، وكتبوا جميعا باللغة العربية».
13
كان الجبر هو النواة العقلية لتلك الحداثة،
14
أتاح نشأة استراتيجيات ذهنية جديدة تأدت للعقلانية الجديدة، التي كانت مقدمة شرطية لما سمي بعقلانية العلم الحديث. •••
ظهر كتاب الجبر والمقابلة في نفس وقت ظهور ترجمة كتاب «الأصول لإقليدس»، الصرح الأعظم للهندسة. كان الحجاج ابن يوسف قد ترجم بعض أجزائه من اللغة السريانية إلى العربية، وعلى مدار عهدي هارون الرشيد والمأمون وما تلاهما، عمل على ترجمة أجزاء كتاب الأصول ومراجعة الترجمات وتنقيحها، كوكبة من ألمع المترجمين الرياضيين. وفتح الأصول شهية العرب للرياضيات البرهانية، بمنهجها الاستنباطي المنتج خصوصا في عصرها الذهبي - العصر السكندري - فتوالت دفعة واحدة ترجمة العديد من أمهات هذا التراث، ولعل أهمها كتاب أبلونيوس (190-260ق.م تقريبا) «القطوع المخروطية»، الذي ترجم إلى العربية في عصر المأمون تحت اسم «المخروطات». ولأن أصول إقليدس معنية بهندسة المسطحات، فإن اقتحام عالم المجسمات والقطوع المخروطية كان مرحلة جديدة، ارتقى إليها المنهج الرياضي والعقل الهندسي في الحضارة الإسلامية، وأسدى إليها وأبدع فيها. وكشأن «الأصول» نجد كوكبة من المترجمين الرياضيين في الحضارة الإسلامية، ومن أجيال متعاقبة توالت على ترجمة كتاب «المخروطات» لأبلونيوس، ومراجعة الترجمات وتنقيحها، وأيضا كشأن «الأصول» قل أن يمر رياضياتي عربي، بغير أن يصنف رسالة في «المخروطات».
على مفترق الطرق بين الحساب والجبر، تقدمت الرياضيات العربية بنشأة علم الجبر وتأسيسه تأسيسا. وعلى مفترق الطرق بين الجبر والهندسة، صانت للبشرية هذا السفر الثمين «القطوع المخروطية لأبلونيوس»، والذي يقف كعامل جوهري لنشأة الهندسة التحليلية في القرن السابع عشر مع فرما وديكارت. تقدم الهندسة التحليلية طرقا أعمق من طريقة أبلونيوس، وتوضح وحدة القطوع المخروطية بطريقة أبسط؛ إذ تمثلها بمعادلات من الدرجة الثانية بمجهولين، فلا يعد كتاب أبلونيوس أو شروحه من لدن نصير الدين الطوسي وإبراهيم بن سنان والحسن بن الهيثم مجدية في الوقت الحاضر، بيد أن هذا الكتاب يحتفظ بدور خطير في تاريخ الرياضيات وتطور مساراتها.
15 (3) في ترييض الفيزياء
Página desconocida