244

Las llaves en la explicación de las lámparas

المفاتيح في شرح المصابيح

Editor

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Editorial

دار النوادر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Ubicación del editor

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Géneros

مِنْ أَعْمالِ أهلِ النَّارِ، فيُدخِلُهُ بِهِ النَّارَ".
قوله: "سُئل عمرُ بن الخطاب ﵁ عن هذه الآية"؛ يعني: عن كيفيةِ أخذِ الله ذُريةَ بني آدم من ظهورهم المذكورِ في هذه الآية.
واعلم أن كل المفسِّرين قالوا: إن الله تعالى أَخرجَ ذُريةَ آدم من ظهر آدم، فأولاده أَخرجَهم من ظهره، ثم أَخرجَ من ظهورِ أولادِه أولادَهم واحدًا بعد واحدٍ على ما يكونون عليه إلى يوم القيامة.
قيل: كان ذلك قبلَ الدخول في الجنة بين مكة والطائف، وقيل: ببطن نعمان؛ وادٍ بجنب عرفة، وقيل: أخرجهم من ظهره في الجنة، وقيل: بعد نزوله من الجنة بدهيا، وهي أرض بهند.
قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ﴾؛ أي: واذكر يا محمدُ إذ أَخذَ ربُّك من ظهورهم، بدلٌ من (بني آدم) بدلَ البعض من الكل؛ أي: وإذ أَخذَ ربُّك من ظهور بني آدم ذُريتَهم، ومعنى (أَخذ): أَخرجَ.
﴿وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾؛ أي: أَشهَدَ بعضَهم على بعضٍ على هذا الإقرار وعلى هذه الحالة.
﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾: هذا استفهام تقريريٌّ؛ أي: قال الله تعالى للذُّرِّيَّة: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾؛ أي: قالت الذُّرِّيَّة: بلى أنتَ ربنا، و(بلى): كلمة إثبات، سواءٌ كان قبلها نفي أو إثبات، ولو قالوا: (نعم) بدل (بلى) قيل: لَكان كفرًا؛ لأن (نعم) تصديقٌ لِمَا قبله، إن كان نفيًا يكون نفيًا، وإن كان إثباتًا يكون أيضًا إثباتًا، وقيل: لا فرق بين (نعم) وبين (بلى) في هذا الموضع.
﴿شَهِدْنَا﴾؛ يعني: قالت الملائكة: شهدنا على إقراركم؛ لئلا تقولوا يومَ القيامة: لم نُقِرَّ هذا الإقرارَ، وقيل: هذا من قول الذُّرَّيَّة؛ أي: قال فريقٌ من الذُّرَّيَّة لفريقٍ: شهدنا على هذا الإقرار؛ كيلا تقولوا: لم نُقِرَّ إقرارًا.

1 / 200