============================================================
مقدمة المصححم51 ويذكر التخصبص والتشخبص في "الرحمة" وفي "العبودية".
و يظهر آن اهتمامه بالتشخيص واتخاذه محورا من محاور اسراره يقوم على أساس مدرسة تفهم أن اسلام الفرد والمجتمع لايتم إلا بتولي أولياء الله وخاصة الرسول وال بيته، والبراءة من أعدائهم، وهي مدرسة تقابل التيار الأموي الذي حاول أن يلغي هذا المفهوم ويعتم على مفهوم التولي والتبري.
يقول في ذكر أسرار الآيتين 165 و166 من سورة اليقرة: "قال المؤمنون الذين هم أشد جبا لله: إن الدين هو الحب في الله والبغض في الله فالمؤمنون لماكانوا في موالاة النبي -صلى الله عليه وآله - والحب له إلى غاية، يبذلون أرواحهم على محبته والذب عن دينه، يحاربون في رضاه أسرتهم، ويقطعون في إحياء دينه أرحامهم، ويبذلون أموالهم وانفسهم في سبيل الله، فهم أشد حبا لله، وفي الخبر: "من أحب أهل بيتي فقد أحبني، ومن أحبتي فقد أحب الله". فيثبت أن حب الله حب رجل من أولياء الله، ومن اتخذ من دون الله -إما أصناما ينحتونها با يديهم فيعبدونها، واما أشخاصا ينصبونها بارائهم فيتولونها، فيحبونهم كحب الله، ويوالونهم كموالاة أولياء الله-وذلك في الأول يتشابهان، أما في الآخر: (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا) فهما يتباينان (والذين آمنوا أشد حبا لله) فإن أنساب المؤمنين ووصلاتهم تتأكد في القيامة وأسباب الكافرين ووصلاتهم تنقطع يوم القيامة" 1 فحب الله يتشخص بحب رسول الله، وحب رسول الله يتشخص بحب أهل بيته؛ وإذا كان المؤمن يتشخص بهذا الحب، فإن المنافق يتشخص ببغض أولياء الله؛ ويروي الشهرستاني في ننايا تفسيره مرارا حديث سعيد بن المسيب: "ماكنا نعرف المؤمنين والمنافقين في زمن رسول الله إلا بحب علي وبغضه"2 ويظهر موقف الشهرستاني من التيار الأموي بوضوح حين يتناول عبادة العجل في هذه الأمة كما ظهرت في بني إسرائيل ويرى أن هذه العجال تشخصت في هذه الأمة بيزيد بن معاوية، يقول: ""وكذلك ظهرت في هذه الأمة فتن في عبادة العجال.. وكما أمر عبدة العجلا بقتل أنفسهم - على ماحكي في القصة -كذلك أنزل الله سخطه على عبدة العجال في هذه 1 الورقة 289آ. ب.
3. الورقة 66 ب.
ليتهنل
Página 51