============================================================
قدمة المصحح (47 ويلاحظ أنه يبتدي الأسرار بعبارة تدل على اقتباسه لهذه الموضوعات، يقول مثلا: "قال الذي عنده علم من الكتاب" 1 و"قال الذين عندهم علم القران"2 و"قال الموقنون بلقاء الله الحافظون لحدود الله"3 وبشأن هذه البدايات يقول في المقدمة: "وإذا قلت "قال أهل القرآن وأصحاب الأسرار" أو الذي شققت له اسما من معنى الآية فلا أريد به نفسي عياذا بالله، وإنما أريد الصديقين من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وآله -، فهم الواففون على الأسرار، وهم المصطفون الأخيار."4 وهذا لايعني أنه نقل الأسرار بأجمعها دون أن يكون له سهم فيهاء فهو بعد أن توسم في فسه استيعاب مفاهيم القرآن يقول: "وجدت من نفسني قوة الهداية إلى كلام النبوة، وعرفت لسان الرسالة؛ فاهتديت منها إلى أسرار كلمات في القرآن المجيد دون أن أفسر القرآن براي5 وتتضمن الأسرار غالبا فهم الآيات وفق قواعد سماها مفاتيح الأسرار؛ والأساس الذي تقوم عليه هذه المفاتيح هو إيمانه أن فهم القرآن خاص بأهل البيت.
قال الشهرستاني : "ولقد كانت الصحابة - رضي الله عنهم - متفقين على أن علم القرآن مخصوص بأهل البيت - عليهم اللام -، إذكانوا يسألون علي بن أبي طالب -رضىالله عنه -: هل خصصتم أهل البيت دوننا بشيء سوى القرآن؟
وكان يقول: "لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا بما في قراب سيفي هذا" الخبر.
فاستتناء القرآن بالتخصيص دليل على إجماعهم بأن القران وعلمه - تنزيله وتاويله - مخصوص بهم"1 ويقول بعد أن يصف تحير المتحيرين في تفسير القرآن: "وإنما وقع لهم هذا التحير لأنهم ما ارتادوا العلم من بابه، ولم يتعلقوا بذيل أسبابه؛ فانغلق عليهم الباب، وتقطعت بهم الأسباب، وذهبت بهم المذاهب حيارى ضالين؛ (ذلك بأنهم كدبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين"7: وآيات الله أولياؤه، كما قال تعالى: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية)؛ وقد قال-عز 1 الورقة 86 ب من المخطوطة.
2. الورقة105 ب.
3. الورقة 142 ب.
4 انظر : مفاتيح الفرقان، نهاية الفصل الابع.
5. راجع مقدمة الشهرستاني. 6. الورقة 1 ب من المخطوطة.
7. الأعراف /146.
ليتهنل
Página 47