362

============================================================

1299مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار طف به" واتاه جبرئيل -عليه اللام - فتوجه به نحو مكة وكل موضع نزلا صار قرى وعمرانا.

وقال إسماعيل بن عبدالملك: أتاه جبرئيل بالبراق؛ فحمله عليه حتى قدم مكة. وقال ابن عباس في رواية أبي صالح: دخل آدم الجنة ولباسه النور وعليه إكليل من زينة مكلل بالدر والياقوت ومنطقة وخلخالان وسواران؛ فلما أكلا من الشجرة ذهب عنهما ذلك فصارا عريانين هاربين في الجنة من الحياء، يعمدان إلى ورق الجنة وهو التين، ويلزقانا بعضه ببعض يغطيان عوراتهما، نم استحى كل واحد من صاحبه فتفرقا في الجنة.

الأسرار قال أصحاب المعارف بآيات الله تعالى: إن الله خلق دارا بناها على المحبة والاثتلاف، وأسكنها جماعة لايتباغضون ولايتحاسدون، فلا جواهرهم متعادية متعالية، ولا أخلاقهم متضادة متنافرة: فهم فوق عالم الطبائع المختلفة والأمزجة المتفاوتة، وهم بأمره يعملون، وبعلمه يعلمون، كلمات القدس فيها تامات صدقا وعدلا، وأقلام التقدير فيها جاريات خيرا وشرا، متوجهات إلى الخير وضعا، ومستتبعات للشر تبعا، وعقول الشهادة فيها ممتثلات لأمر الأعلى إقبالا وإدبارا، ونفوس الطهارة فيها قابلات من العقل الأول غاية وكمالا،ا وحملة العرش المجيد فيها مسبحات يحمد ربهم، والملائكة المقربون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون، والمدبرات أمرا في السماوات والمقتسمات أمرا في الأرض (والصافات صفا فالزاجرات زجرأ: فالتاليات ذكرأ" والمعقبات بين يدي الوحي والرسالة ومن خلفها يحفظونها بأمر الله عن أمر الله: فهي كلها مفطورة على المحية والاتفاق.

وله تعالى بإزائها عالم ودار بناها على الغلبة والاختلاف، وأسكنها جماعة على التباغض والتحاسد، وجواهرهم متعادية، وأخلاقهم متضادة، ونفوسهم متتافرة، وطبائعهم مختلفة، وكلماتهم ناطقة بالكذب والفحش، واقلامهم جارية بالشر والخبث، وعقولهم شاهدة بالباطل، ونفوسهم حاكمة بالفجور، وكل ما هو خير في عالم الملائكة الروحانيين واتفاق -1129- ومحبة وائتلاف؛ فهو في عالمهم عالم الشياطين شر واختلاف وبغضة واسراف: فهم على عكس ذلك العالم، وما من خبر فيهم صورة إلا وهو في المعنى شر.

ليتهنل

Página 362