275

============================================================

تفير سورة البقرة2097 وأما الأنداد قولا فكما أنبته الفلاسفة من الترتب في الوجود: إذ قالوا: الوجود ينفسم إلى واجب لذاته وإلى ممكن لذاته، ثم الممكن بذاته واجب بغيره؛ فيجب وجوده صدورا عن ذات الواجب لذاته: فيلزمهم التناسب والتوالد بين الموجب والموجب: وذلك هو إشبات الند؛ ويلزمهم الاشتراك في الوحدة والاحاطة والقدم؛ فالتزمواء وهو إثبات الند؛ ويلزمهم الترتب في الوجود، أي الواجب لذاته أعلى درجة من الواجب بغيره، وهو إنبات الند: وكذلك كل من قال من المتكلمين: إن الله تعالى يشبه خلقا من مخلوقاته أو يشبهه خلق في صفة ما من صفات جلاله أو صنع من صنائع أفعاله إبداعا وإيجادا: وإنما وقعوا في متاهات الفكر ومجازات العقل لأنهم اتخذوا هذا القرآن مهجورا، وجعلوا النبي المبعوث بالتوحيد عن تقرير التوحيد معزولا، قال الله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أققالها).

وسر آخر: أن الله تعالى بين في هذه الآية الاحتياج المركوز في الفطرة الإنسانية ، والازدواج الموجود في جميع الخليقة، كما قال -عز من قائل -: (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون والأزض فرشتاها فنغم الماهدون)، وهو بعينه معنى قوله تعالى هاهنا: ( الذي جعل لكم الأزض فراشأ والسماء بناء". ثم قال: (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون). فكما أن السماء والأرض مزدوجان، فكل سماوي وأرضي مزدوجان -189- وكون الازدواج خاصا بالخليقة كلها وهم الأنداد في وجودها وبقائها؛ والله خالق المزدوجات فلا ند له، والحاكم على المضادات فلا ضد له؛ فلاتجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون بالفطرة الاحتياج في أنفسكم، وبالفكرة الازدواج في الخليقة وهو خالقكم وخالق المزدوجات.

قوله -جل وعز-: وإنكنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فآتوا بشورة من مثله 370 وادعواشهداء كم من ذون الله إن كنتم صادقين() النظم إن الله تعالى لما بين في الآية السابقة أنه الخالق الرازق الذي لا شريك له في الخلق ليتهنل

Página 275