193

============================================================

تير سورة البقرة /927 لإشارة إلى الآشياء، فيحتاج أن يترجم عنها بما يدل على المشار إليه من أي جني هو، كما يقول: هذا الرجل، وذاك الفرس، وهؤلاء القوم؛ والاسم الذي بعدها يتبعها في رفعها وتصبها وخفضها: لآنه هي لاغيرها.

و (ذلك ) ها هنا في موضع الرفع على الابتداء وخبره لاريب فيه، وهذا إذا لم يعط (الم) موضع الاعراب، وإذا أعطيناه فهو المبتدا وخبره (ذلك الكتاب لاريب فيه) جملة في موضع الرفع؛ وقد يقال: إن فلانا هو ذلك الرجل القائم، والمعنى هاهنا إن "ألم" هو ذلكا : الكتاب الذي لاريب فيه.

وأما التفسير فقال كثير من أهل التفسير والمعاني مثل أبي عبيدة والأخفش والفراء: إن (دلك ) بمعنى "هذا"؛ ومتاله في الكلام أنك تقول: قدم فلان، فيقول السامع: قد بلغنا ذلك، ويقول: بلغنا هذا الخبر، فصلحت فيه الاشارتان: أما ذلك فلانقضاء مدته والمنقضى كالغائب، وأما هذالأنه قرب من جوابه والقريب كالحاضر. قال الله تعالى: (فحشر فنادى) الى قوله -50 ب- (إن في ذلك لعبرة) وقال: (إن في هذا لبلاغا)، ولو قال بدل ذلك هذا أو بدل هذا ذلك، كان جائزا وصوابا؛ ومن قال : إن الكتاب هو القرآن، فالظاهر أن يكونا ذلك بمعنى هذا: وهذا قول ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك ومقاتل. قال الله تعالى: (وتلك حجتتا آتيناها إيراهيم) أي وهذه: وقال خفاف السلمي: فقلت له والرمح يأطر متته1 تأملخفافأ إنني أنا ذلكا(425) يريد أنا هذا؛ وهو أيضا قول الكسائي؛ وقال ابن عباس في رواية أبي صالح عنه: أقسم بالقران أن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد -صلى الله عليه هو وعلى آله - هو الكتاب الذي عند اله لاريب فيه؛ وقال جماعة من المفسرين: إن ذلك إشارة إلى كتاب غائب، فروى ابو الضحى عن ابن عباس قال: معناه ذلك الكتاب الذي وعدتك أن أوجهه إليك؛ وقال عطاءبن السائب: ذلك الكتاب الذي وعدتكم يوم الميثاق؛ وقال يمان بن رئاب: ذلك الكتاب الذي ذكرته في التوراة والانجيل؛ وهذا مروي عن عكرمة والزجاج وابن الأنباري: وقال الفراء: إن الله تعالى كان قد وعد نبيه -صلى الله عليه وسلم - أن ينزل عليه كتابا؛ فلما أنزل

1. في الأصل: "والرمح يأطل بيننا". والصواب ما آثبتناه.

ليتهنل

Página 193