186

============================================================

1120 مفاتيح الآسرار ومصابيح الآبرار والكلمات التي بنيت منها غير منحصرة، وهي في حكم ما لايتناهى، كذلك الحروف العلوية مباني الكلمات القدسية وهي محصورة في عدد معلوم، والكلمات التي بنيت منها غير منحصرة، وهي في حكم ما لايتناهى. قال الله تعالى: (قل لوكان البخر مدادا لكلتات ريي لنقد البخر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جثنا بمثله مددا).

فالنبي -عليه وآله السلام -قد اطلع على الآيات الخلقية حتى أبصرها بيصره الذي ما زاغ وما طفى، وأسمع الآيات الأمرية حتى سمعها بسمعه الذي أوحى إلى عبده ما أوحى، كذلك اطلع على الكلمات المشخصة حتى أبصرها وأيقن بوجودها، وعلى الحروف المقدسة الظهرة حتى أبصرها وأيقن بوجودها، وكما أن الآيات مبصرة ومسموعة كذلك الكلمات والحروف مبصرة ومسموعة؛ وعن هذا ترد الحروف التي هي مفاتيح السور تارة مقرونة ب ذكر الكتاب: (ألم ذلك الكتاب) وتارة مقرونة بذكر الأسامي والكلمات: (ألم الله لا إله الا هو الحي القيوم* وتارة مقرونة بالآيات: (ألر تلك آيات الكتاب) وتارة مقرونة بالأشخاص: "كهيعص ذكر رخمة ربك عبده زكريا) فأطلعه الله تعالى على الحروف والكلمات والآيات: فحصل له الإيقان بوجودها وهي مشخصة بين يديه قائلون بالصدق قائمون بالعدل، كما أسمعه الحروف والكلمات والآيات؛ فحصل له الإيمان بثبوتها، وهي مسموعة بأذنيه دائمات قائمات تامات: (وتمت كليه ربك صدقا وعدلا)؛ فتوازنت عنده العلويات القدسيات والسفليات المقدسات -147- فأشار بتلك الحروف الطاهرة القدسية إلى هذه الأشخاص المطهرة المقدسة، وبهذه الحروف التي على مفاتيح السور إلى العالمين والكونين والزمانين والقوسين. أما العالمان فعالم العقل وعالم الحس، وأما الكونان فكون المفروغ وكون المستأنف، وأما الزمانان فالأول والآخر، وأما القوسان فالظاهرا والباطن.

1 وسر آخر: أن الحروف كلها محصورة في ثمانية وعشرين وأن الحروف التي على مفاتيح السور أربعة عشر.: "1 ح ر س ص طع ق ك ل م ن هي".

وهذه الحروف هي التي تتعلق بالأمر ومظاهره من الكتاب والقرآن والآيات والأشخاص الذين إليهم مابها ولديهم أسرارها: والحروف التي هي الصف الثاني تتعلق بالخلق ومصادره ليتهنل

Página 186