حقوق الدولة ولو استطاعوا أن ينفذوا إلى مطامعهم من مداخل بعيدة عن رقابة القضاء، آمنة من طائلته وسلطانه.
ومن هنا يتضح مدى الصلة الوثيقة والتساند بين التشريع من جه وبين التربية العقلية والاجتماعية والأخلاقية من جهة أخرى بعد هذه النظرة الاجمالية العجلى في القانون بوجه عام، وفي عناصره وصفاته الكمالية، ننتقل إلى الكلام عن الشرائع الإلهية، ثم الشريعة الاسلامية لنرى موقعها من عناصر الكمال التشريعي ونصيبها منها
2 ضوء على الشرائع الإلهية
/1 - إلى جانب الشرائع الوضعية توجد الشرائع الإلهية عن طريق الرسل الذين يحملون وحي الله تعالى إلى البشر هادين مصلحين مقومين الخط السير الإنساني المنحرف.
وهذه الشرائع الإلهية ثلاثة أنواع: - نوع يأتي للتقويم الأخلاقي وتصفية النفوس، ودعم الفضيلة ولا يتضمن نظاما قانونيا على غرار الشرائع الوضعية ، وذلك كالمسيحية .
- ونوع يتضمن نظاما قانونيا خاصا ببيئة أو قوم كالشريعة اليهودية التي جاء بها سيدنا موسى عليه السلام لبني إسرائيل، وتضمنت نظاما قانونيا و أحكاما عملية قضائية تتناسب مع الظرف الزماني والمكاني الذي كانوا فيه .ا - ونوع يتضمن نظاما قانونيا مؤسسا على أساس الشمول والصلوح الجميع البيئات والظروف لأنه يشتمل على المبادىء الثابتة، وعلى التدابير الموقوتة والأحكام الاستثنائية لأحوال الضرورات، وعلى الأحكام المربوطة بالأعراف والظروف الخاصة، وتتبدل وتتطور بحسب تبدل تلك الأعراف وتطور الظروف مع المحافظة على الفكرة الأساسية فيها وهي العدل والانصاف.
Página 46