La ciudad ideal a través de la historia
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
Géneros
لم يكن كامبانيلا ثوريا أبدا، بل كان مصلحا متمردا، وعندما تخلت عنه روح التمرد أصبح مهادنا (للنظام القائم). لقد كافح في شبابه وفي أثناء السنوات الأولى من سجنه في سبيل أفكاره الفلسفية الجديدة وتأسيس نظام أفضل للمجتمع. ولكنه - مع مرور السنين عليه في السجن - أخذ يسعى لاستعادة حريته بمحاولة جعل أفكاره مقبولة من قبل السلطات، وفي نهاية حياته طمح أن يصبح كاردينالا في الكنيسة التي اضطهدته وكتب قصائد يتملق بها ملك فرنسا وريشيليو.
كتب كامبانيلا النسخة الأولى من «مدينة الشمس» في شبابه عندما كان جسده مقيدا وعقله لا يزال حرا، ولهذا تعد هذه النسخة من الناحية اليوتوبية أصدق بكثير من الطبعات الأخرى. ثم غشيت رؤيته سحب الخوف من السجن الدائم وإحساسه بضرورة مهادنة السلطات. والمهم على أي حال أن «مدينة الشمس» قد عرفت على نطاق واسع عن طريق نسخها اللاتينية. ولا بد أن هذه النسخ وصلت إلى ألمانيا عام 1619م، لأنها تركت أثرا واضحا في «مدينة المسيحيين» لأندريا التي نشرت في ذلك العام. وربما يكون سكيوبيوه
Scioppio ، وهو باحث ألماني تحول إلى الكاثوليكية وتزعم حركة الإصلاح المضاد، هو الذي حملها معه إلى ألمانيا. وقد بذل هذا الرجل جهدا كبيرا لإطلاق سراح كامبانيلا من سجنه، وسافر من إيطاليا إلى ألمانيا ومعه مخطوطاته لمقابلة الإمبراطور وكسب تأييده لقضيته. ونشرت «مدينة الشمس» لأول مرة عام 1623م في فرانكفورت، وقد نشرها توبياس أداني
Tobias Adani ، وهو قاض ألماني نشر معظم أعمال كامبانيلا بين عامي 1617م و1629م. ولم تظهر الترجمة الإنجليزية (التي قام ت. و. هاليداي
T. W. Halliday ) إلا في عام 1886م، عندما صدرت ضمن كتاب «الدولة المثالية» لهنري مورلي
Henry Morley
وليس هناك أي إشارة إلى الطبعة اللاتينية، التي اعتمدت عليها هذه الترجمة، التي امتلأت بالأخطاء بحيث جعلت النص في بعض الحالات خاليا من أي معنى. ويصف مورلي بعض الفقرات التي أسقطت من الأصل بأنها «حذف لبعض التفاصيل التي يمكن الاستغناء عنها في موضع واحد أو موضعين». ويبدو أن هذا الحذف قد أملاه الحس الفيكتوري بالانضباط واللياقة أكثر من الاعتبارات الخاصة بالحيز.
وقد ترجمنا الفقرات التالية عن طبعة النسخة الإيطالية الأولى التي نشرت في إيطاليا في عام 1905م، وضمت في هوامشها الاختلافات في النص يبن الطبعتين اللاتينيتين الصادرتين في عام 1623م و1637م. وقد ذكرت هذه الاختلافات كلما وجدت أنها ذات أهمية خاصة.
ويوضح العنوان الكامل للطبعة الأولى مدى التطابق بين مدينة الشمس وبين حلم كامبانيلا بجمهورية مسيحية: (3) «مدينة الشمس» أو «حوار عن الجمهورية»
وفيه عرض لفكرة إصلاح الجمهورية المسيحية طبقا للوعد الذي وعد به الله القديسة كاترينا والقديس بردجيه.
Página desconocida