La ciudad ideal a través de la historia
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
Géneros
16
نمد عليه عقولهم وحياتهم أو نقيدها، ولا حرمان - يتسم بالنفاق - من الكنيسة ويكره الناس على إعلانه، سواء بحكم العادة المتأصلة فيهم، أو بسبب التهديد الضمني بنوع آخر من الحرمان أقل منه إذا كانت درجة نفاقهم أضعف. هل شعرت الآن بالصدمة؟»
قلت مترددا بعض الشيء: «لا، لا، إن الأمر مختلف عن ذلك تماما».»
ثم يسأل وليم جست الرجل العجوز عن وضع المرأة في المجتمع الجديد: «ضحك من أعماق قلبه ضحكا لا يتوقع من رجل في سنه وقال: «إنني لم أكتسب شهرتي كدارس للتاريخ دون مبرر. وأظن أنني أفهم بالفعل حركة تحرير المرأة في القرن التاسع عشر، كما أشك في وجود رجل آخر يفهمها اليوم مثلي.»
قلت وقد ضايقني مرحه قليلا: «حسنا؟»
قال: «حسنا، يمكنك أن تدرك بالطبع أن كل هذا قد أصبح اليوم جدلا عقيما. فلم تعد هناك أي فرصة لاستبداد الرجال بالنساء، أو لاستبداد النساء بالرجال، لأن كلا الأمرين قد حدث في تلك العصور القديمة. إن النساء يبذلن الآن ما في وسعهن ويعملن أفضل ما يمكنهن عمله وأحبه إلى نفوسهن، وهذا الوضع لا يجعل الرجال غيورين ولا يؤذي مشاعرهم، كما أنه قد أصبح من الأمور المألوفة بحيث يكاد يخجلني أن أصرح به.»
قلت: «آه! وماذا عن التشريع؟ ألا تشارك النساء بدور فيه؟»
ابتسم هاموند قائلا: «أظن أن عليك أن تنتظر الإجابة عن هذا السؤال حتى نصل للكلام عن موضوع التشريع، وربما تلاحظ وجود أشياء جديدة عليك في ذلك الموضوع أيضا.»
قلت: «حسنا جدا، ولكن لنرجع إلى موضوع المرأة. فقد رأيت في بيت الضيافة أن النساء يخدمن الرجال، ألا يبدو هذا نوعا من الرجعية؟ أليس كذلك؟»
قال الرجل العجوز: «أهو كذلك؟ ربما تصورت أن إدارة المنزل وظيفة تافهة ولا تستحق الاحترام. وأظن أن هذا التصور يعبر عن رأي المرأة (التقدمية) في القرن التاسع عشر، وعن رأي المناصرين لها من الرجال. وإذا كان هذا هو رأيك فإنني أشرح لك حكاية قديمة من الأدب الشعبي النرويجي عنوانها كيف يهتم الرجل ببيته، أو شيء من هذا القبيل، وكانت نتيجة هذا الاهتمام - بعد متاعب وأحزان كثيرة - أن حاول كل من الرجل وبقرة البيت أن يحافظ على توازنه عند طرف الحبل الذي يربطه، فبقي الرجل معلقا فوق المدخنة وظلت البقرة مدلاة تتأرجح فوق السقف الذي يغطيه - حسب عادات هذه البلاد - التراب الذي تنمو فيه الأعشاب وينحدر بميل نحو الأرض. لم يكن ذلك من مصلحة البقرة، فيما أظن. ثم أضاف وهو يضحك ضحكا مكتوما؛ وبالطبع لا يمكن أن يقع مثل هذا الحادث المؤسف لشخص ألمعي مثلك».»
Página desconocida