مصر سنة ١٩٥١ م، وطوّف بأغلب العالم الإسلامي، فرأى وشاهد (١) ودرس وكتب وحاضر وخطب، وكان له في كل أرض نزل بها مجهود وجهود وعهود.
وقد اختير عضوًا مراسلًا في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة ١٩٥٧ م. ودعي لإلقاء محاضرات كأستاذ زائر في جامعة دمشق ١٩٥٦ م (٢) .
وقد سألته وهو بيننا في مصر عن حسنات مصر، فقال موجزًا: الإيمان بالله والدين، والمحبة للمسلم خاصة إذا كان غريبًا، ورقة القلب، وسلامة الصدر، وكثرة الأعمال المنتجة ... ثم سألته عن السيئات فتحرج ثم أجاب: السفور، وعدم التستر، والصور الخليعة في الصحف والمجلات، واستهانة بعض العلماء ببعض المحرمات، وعدم المحافظة على الجماعات في المساجد برغم كثرتها، والاندفاع في تقليد الحضارة الغربية بلا تبصر.
وأخي أبو الحسن بعد هذا كله عدو للمظاهر الكاذبة، يتخفف في ثيابه وطعامه وفراشه، ويكره التكلف والمجاملة الزائدة، ولا يقيم للمال وزنًا في حياته، وثقته بربه فوق
كل شيء، ومثابرته على النضال في سبيل ما يؤمن به مضرب الأمثال، وإخلاصه العميق سر نجاحه بينما يفشل الآخرون.
لقد طال الكلام، ومع ذلك لم أقل كل شيء عن أخي أبي الحسن! ..
أحمد الشرباصي
المدرس بالأزهر الشريف
*************************************
_________
(١) طبعت مذكراته في القاهرة بعنوان «سائح في الشرق العربي» .
(٢) ظهر مجموع هذه المحاضرات التي ألقاها الأستاذ أبو الحسن في مدرج الجامعة الكبير في دمشق وهي اثنتا عشرة محاضرة باسم «رجال الفكر والدعوة في الإسلام» من مطبعة جامعة دمشق سنة ١٩٦٠ م.
1 / 20