مطروفة العين بالمرضى من الحدق
ويرى القارئ أن أصحاب هذه الأخيلة الشعرية، يرون أن احمرار الدموع إنما هو أثر للحرب القائمة بين عين العاشق وعين المعشوق، فيا لها من حرب شروس تطأ فيها أقدام الجنس اللطيف أعناق الجنس النشيط. وإنا بهذه الهزيمة لفرحون!
وكان عجيبا أن تبيض الدموع بعد احمرارها! وقد رأينا كيف أولوا احمرار الدموع، ولنذكر أن أصدقهم سبط بن التعاويذي حين يقول:
أتبعتهم يوم استقل فريقهم
نظر المشوق وأنة المفجوع
لم تبك يوم فراقهم عيني دما
إلا وقد نزف البكاء دموعي
والآن نريد أن نعرف كيف يتأولون ابيضاض الدموع بعد أن صيرها الحزن حمراء. فمن الشعراء من يرى الدمع الأبيض ماء ورد الخدود التي قطفها بعينيه.
عند الرحيل، كما قال بعض الظرفاء:
كانت دموعي حمرا يوم بينهم
Página desconocida