Alabanzas Nabawíes en la Literatura Árabe
المدائح النبوية في الأدب العربي
Géneros
88
مغرسا: من الشجرة التي صدع منها أنبياءه، وانتخب منها أمناءه، عترته خير العتر، وأسرته خير الأسر، وشجرته خير الشجر، نبتت في حرم، وبسقت في كرم، لها فروع طوال، وثمرات لا تنال، فهو إمام من اتقى، وبصيرة من اهتدى، سراج لمع ضوءه، وشهاب سطع نوره، وزند برق لمعه، سيرته القصد، وسنته الرشد، وكلامه الفصل، وحكمه العدل .
89
وهذا المعنى سيعتمد عليه مؤلفو «الموالد» وسيذكرون أن نور النبوة تنقل من صلب إلى صلب حتى وصل إلى نبي الإسلام. والاهتمام بطهارة نسب الرسول يرجع إلى العقلية العربية التي تعول كثيرا على طهارة الأنساب، وفي بعض الآثار تنزيه لنسب الرسول عن سفاح الجاهلية، ولهذا معناه في تقدير شرف الأصل.
وعلي بن أبي طالب قد يفتن ببعض المعاني فيعود إليها من خطبة إلى خطبة، ومن حديث إلى حديث، ولننظر كيف يعود فيصف ما كان عليه الجاهليون:
بعثه والناس ضلال في حيرة، وخابطون في فتنة، قد استهوتهم الأهواء، واستزلتهم الكبرياء، واستخفتهم الجاهلية الجهلاء، حيارى في زلزال من الأمر وبلاء من الجهل، فبالغ صلى الله عليه وآله في النصيحة، ومضى على الطريقة، ودعا إلى الحكمة، والموعظة الحسنة.
90
وكلمة «الطريقة» مرت بنا في شعر حسان، وعادت إلينا في كلام علي، وقد أشرنا إلى أنها ستصير كلمة اصطلاحية عند الصوفية.
ولننظر أيضا كيف يعود فيتحدث عن أرومة الرسول:
مستقره خير مستقر، ومنبته أشرف منبت، في معادن الكرامة، ومماهد السلامة، قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار، وثنيت إليه أزمة الأبصار.
Página desconocida