Lo racional y lo irracional en nuestra herencia intelectual
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
Géneros
وجميع ما يرى في المنام من الجبال والبحور والأرضين والأصوات العظيمة والأشخاص، كلها مثل قايمة، وكذا الروايح وغيرها؛ وما يرى من الجبل والبحر صريحا في المنام - الصادق أو الكاذب - كيف يسعهما الدماغ أو بعض تجاويفه؟ وكما أن النايم ونحوه إذا انتبه فارق العالم المثالي دون حركة ولم يجده على جهة منه، فكذا من مات عن هذا العالم يشاهد عالم النور دون حركة وهو هناك» (من كتاب «حكمة الإشراق» للسهروردي، ص240-241).
هكذا يريدنا السهروردي أن نميت أنفسنا عن هذا العالم، فالعين لا ترى والأذن لا تسمع؛ ليتاح لنا عندئذ أن نشهد عالم النور! وها هنا يسرح في ضروب النور وضروب الصوت الذي نشاهدها هناك أو نسمعها، فاسمع: «اعلم أن النفوس إذا دامت عليها الإشراقات العلوية، يطيعها مادة العالم (!) ويسمع دعاؤها في العالم الأعلى.
وإخوان التجريد يشرف عليهم أنوار ، ولها أصناف:
نور بارق يرد على أهل البدايات، يلمع وينطوي كلمعة بارق لذيذ، ويرد على غيرهم أيضا نور بارق أعظم منه، وأشبه منه بالبرق، وربما يسمع صوت كصوت رعد أو دوي في الدماغ.
ونور وارد لذيذ، يشبه وروده ورود ماء حار على الرأس.
ونور ثابت زمانا طويلا، شديد القهر، يصحبه خدر في الدماغ.
ونور لذيذ جدا، لا يشبه البرق، بل يصحبه بهجة لطيفة حلوة يتحرك بقوة المحبة.
ونور محرق يتحرك من تحرك القوة، وقد يحصل من سماع طبول وأبواق أمور هايلة للمبتدئ.
ونور لامع في خطفة عظيمة يظهر مشاهدة وإبصارا، أظهر من الشمس في لذة مغرقة.
ونور براق لذيذ جدا، يتخيل كأنه متعلق بشعر الرأس زمانا طويلا.
Página desconocida