Lo racional y lo irracional en nuestra herencia intelectual
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
Géneros
أن يمسك قبل الشبع.
ويلعق أصابعه ثم يمسح بالمنديل ثم يغسلها.
ويلتقط فتات الطعام.
ويتخلل، ويتمضمض بعد الخلال.
ويلعق القصعة.
ويشكر الله بقلبه، ويقول: اللهم لا تجعله قوة لنا على معصيتك. ويقرأ «قل هو الله أحد»، و«لإيلاف قريش».»
وأترك للقارئ الرأي إن كانت هذه الآداب كلها يجوز التأدب بها اليوم، أم يرى أن لأكلنا اليوم آدابا أخرى، ومن غير المعقول أن تكون كل هذه الآداب التي ذكرها الغزالي - دون سواها - هي ما ينبغي للمسلم أن يأخذ به في طعامه.
وما قلناه عن الأكل قل مثله في سائر نواحي العيش.
57
لقد وصل «العقل» إلى قمته في أدب فلسفي، أو قل في فلسفة صبها أصحابها في صورة أدبية، كأبي العلاء في المشرق العربي، وابن باجة وابن طفيل في الأندلس. ولما كانت خطة هذا الكتاب تلتزم الوقفات العقلية شكلا ومضمونا، وتقصر هذه الوقفات على ما هو أدخل في باب الثقافة منه في باب التخصص بكل فروعه، ومنها تخصص العلوم الرياضية والطبيعية وتخصص الفقه وتخصص الفلسفة، فقد اقتضى ذلك الالتزام بالوقفات العقلية أن تترك ميادين الأدب الخالص من نثر فني وشعر، لكننا برغم ذلك نشعر في أنفسنا بضرورة ألا نختتم هذا القسم من الكتاب بغير أسطر نقولها عن أبي العلاء بصفة خاصة. وأما ابن باجة بكتابه «تدبير المتوحد»، وابن طفيل بكتابه «حي بن يقظان»، فنتركهما لاكتفائنا في رحلتنا الثقافية هذه بتراث المشرق العربي وحده دون الأندلس وبلاد المغرب؛ فما قصدنا بهذا الكتاب تقصيا بقدر ما أردنا الوقوف عند «محطات» مختارة تصلح أن تكون لنا نوافذ نطل منها على الرحب الفسيح.
Página desconocida