أمثل هذا الإنسان جدير بالملك؟ تكلم. أنا ذلك الإنسان.
مكدف :
جدير بالملك؟ كلا. ولا بالحياة. يا للأمة المصابة التي يتهضمها غشوم فتاك. متى تعود إليك أيام سلامتك وإقبالك؟! ويحك إن الوارث الشرعي لعرشك بإقراره، بين يديك، ليس إلا خلقا شاذا، وسبة لقومه (إلى ملكولم) كان أبوك الشريف ملكا صالحا، وكانت الملكة التي حملتك بين جنبيها لا تلفى جاثمة، بل جاثية تستمد لك الحياة من ربك، وتموت من أجلك كل يوم ميتة. أستودعك الله. إن المثالب التي تذكرها عن نفسك لتقضي علي بالانتفاء السرمدي من اسكتلندة ... وا فؤاداه، الآن قد قضي آخر أمل فيك.
ملكولم : «مكدف»! إن هذا الألم الصادق الذي لا تلده إلا النزاهة قد أزال من نفسي الشكوك السوداء في طهارتك واستقامتك. حاول «مكبث» الجهنمي أن يستدرجني بمثل هذه الوسيلة للدخول في حيز سلطانه، فشاورت الحذر قبل التصديق الوشيك. أما بينك وبيني، فلا يكن إلا الله منذ الآن. إني لمسترشد بإرشادك، وناف كل ما ذكرته عن نفسي من المثالب والمعايب التي لا عهد لي بها. أنا لم أباشر امرأة، ولم أحنث بيمين، ولم أكد ألتمس ما يحق من مالي، ولم أمن بقولي، بل أحب الحقيقة كما أحب حياتي، وما سمعته آنفا مني عن نفسي هو أول كذبي. فليكن لك ولبلادي الشقية كل التصرف في حقيقة ما أنا. وها قد سار الشيخ الجليل «سيورد» على رأس عشرة آلاف من الشجعان إلى اسكتلندة، فلننضم إليه، وليجئ النجاح بعون الله وفقا لحقنا. علام أنت صامت؟
مكدف :
صعب علي التوفيق فورا بين قولين مختلفين كل هذا الاختلاف. لكنني أسمع خطى.
ملكولم :
سنعود إلى هذا الحديث. (يدخل رس.)
مكدف :
يا ابن عم حياك الله.
Página desconocida