لأن خيارها عني خنسنه
ويقول أيضا في آخر الشوط:
غنى وتصعلك وكرى وسهد
فقضينا الحياة بكل فن
زمان لا ينال بنوه خيرا
إذا لم يلحظوه من التمني
عرفت صروفه فأزمت منها
على سن ابن تجربة مسن
لم ينزه أبو العلاء نفسه عن كل هذا، ومع ذلك يقوم فينا، بعد عشرة قرون، من يغار عليه، ويأبى أن يقر له بذاك، ليرينا إياه رجلا حلت عليه النعمة في البطن ... ثم يتساءل: «من أين له الغنى وخفض الحشايا؟» «ما نشك في أنه قد مر بهما مرور الطيف في يوم من أيامه التي قضاها عند أخواله بحلب، أو عند أصحابه بمدينة السلام. ولعله ظن جلوسه على الفراش الوثير وتمتعه بالطعام الشهي ساعة من نهار في دار سابور بن أزدشير، أو عبد السلام بن الحسين، ابتلاء للغنى.»
عجيب وألف عجيب أمر صاحبنا هذا. ترجح دائما كفة الغرض حيث ينصب ميزانه؛ فهو إن وزن المعري تقصر جميع أثقال الدنيا عن أن تزنه وتعادله، وإن وضع فيه المتنبي شال ولم تواز شخصيته حبة خردل.
Página desconocida