Batallas de los Árabes en Andalucía
معارك العرب في الأندلس
Géneros
فاتفقوا بأجمعهم على الجهاد المستميت، فأرسل إلى فردينان يبلغه رفض طلبه والاستعداد لقتاله.
فمشى الملك الإسباني إلى مرج غرناطة فاحتله بجيشه، وبعث إلى سكان العاصمة يهددهم بإفساد زروعهم إذا أصروا على مخالفته، فلم يجد عندهم غير الصلابة والإباء؛ فانتسف الزرع كله، وهدم بعض الحصون، إلا أنه أحجم عن ضرب الحصار لقلة في الذخيرة والجند، وآثر أن يرتحل إلى بلاده، مرجئا أمر غرناطة ليوم آخر.
وما كاد يبتعد حتى عادت بعض الجهات إلى طاعة صاحب الحمراء ومنها جبال البشرات، وكان الزغل قد استقر بألمرية، فدلف إليه ابن أخيه بحملة من غرناطة ليسترد الأماكن التي سلمها للعدو، فتلقاه عمه بجيش فيه قوات من النصارى الإسبانيين، فنشبت بينهما معارك دامية لم يترجح النصر فيها لأحد منهما.
وفي أثنائها خرج فردينان بجيش انضم إليه المدجنون
1
والخانة والمرتدون،
2
فقصد إلى وادي آش وأجلى عنها المسلمين، فلما بلغ خبره السلطان الزغل، خاف على نفسه لمصادقته الإسبانيين، وهم اليوم ينفون أبناء ملته عن ديارهم، فكره البقاء في الأندلس، فعبر البحر إلى وهران، ثم إلى تلمسان، واستقر بها بعيدا عن عرشه وسلطانه.
وعاد أبو عبد الله إلى غرناطة يتأهب للقاء العدو بعد أن أصبحت العاصمة الهدف الوحيد لأنظار إيزابلا وفردينان، وهيهات، لا يطمئن لها فتح ما دام المسلمون معتصمين بالحمراء، فيكفي أن يقع من الحوادث الداخلية ما يشغلهما حينا عن الولايات المفتتحة حتى تنتقض عليهما، وتعود منضمة إلى غرناطة، ناشدة حريتها واستقلالها، فلا الفتح مكفولا ولا النصر سالما، أو يندك المعقل الأخير لدولة الإسلام في الأندلس.
وعلى هذا، صمم العاهلان أن يضربا الضربة الحاسمة ما دام الزمان مؤاتيا، فيأمنا من مفاجآت الغد، فنهضا إلى حشد العساكر من قشتالة وأرغون ولاون وجليقية وأشتوريش وسواها، فتم لهما جيش لهام، فيه زهرة الفروسية الإسبانية، يترأس أقسامه الأحبار والقوامس، وتنتشر فوقه رايات الصليب والصور المقدسة، ومعه من المؤن والمدافع والسلاح مقادير عظيمة تنذر بحرب ضروس لا هوادة فيها.
Página desconocida