ماء يروي غلة الظمآن 109
ومضى به نحو الشآم مسافرا
وهو ابن عشر بعدها ثنتان
110
ورأى بحيراء الغمام لظله
في الحر عند توقد الصوان
111
ورأى الظلال تميد أنى مال من
شجر هناك ظليله الأفنان
112
وجرى له في بضع عشرة حجة
نبأ يسر فؤاد ذي إيقان
113
إذ كان سافر مع زبير عمه
فرأى بعيرا صائلا بجنان
114
فمضى إليه فحين عاين عزه
أهوى ذليلا ضاربا بجران
115
فعلاه ممتطيا فأذعن بعدما
قد كان غير مذلل مذعان
116
وكذاك عند رجوعهم من شأنهم
مروا بواد مفعم ملآن
117
فغدا أمامهم فغادر ماؤه
يبسا طريقا ذل للركبان
118
وأغذ في خمس وعشرين السرى
نحو الشآم بمتجر لرزان
119
فرآه نسطور فأخبر أنه
أزكى نبي خاتم الأعيان
120
ورآه ميسرة الغلام رفيقه
ومن الهجير يظله ملكان
121
وكذا خديجة أبصرت فتزوجت
رغبا به من خبرة وعيان
122
جادت عليه بنفسها وبمالها
فسمت به شرفا على النسوان
123
وبنت قريش البيت حين تهدمت
بالسيل منه قواعد الحيطان
124
واشتد في الحجر الكريم نزاعهم
من منهم للرفع منه يعان
125
ثم ارتضوا فيه بأول داخل
فأتى الأمين الطيب الأردان
126
وهو ابن خمس مع ثلاثين احتوى
حزم الكهول وقوة الشبان
127
واختص في وضع الإزار بحكمة
بالرفع دونهم ودون البان
128
كان التعبد دأبه لله من
قبل النبوة ليس عنه بوان
129
يأتي حراء للتعبد هاجر ال
أصنام هجر المبغض الغضبان
130
Página 6